• صاحب المنشور: يسري العروسي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر المعلومات الرقمية الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا التحول الرقمي لم يقتصر على جوانب الحياة الشخصية فحسب، بل امتد أيضًا إلى المجال التربوي. لقد شهدنا طفرة هائلة في مجال التعلم الإلكتروني أو "التعليم عبر الإنترنت"، والتي تعد الآن أحد أكثر الطرق شيوعاً للوصول إلى المعرفة.

الفوائد المحتملة للتكنولوجيا في التعليم:

1. زيادة الوصول إلى التعليم: مع ظهور المنصات التعليمية عبر الإنترنت مثل Coursera, Udemy وغيرها الكثير، أصبح بإمكان الأشخاص حول العالم الحصول على تعليم عالي الجودة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاقتصادي. هذه المنصات توفر دورات مجانية ومميزة في مختلف المواضيع العلمية والأكاديمية.

1. القدرة على التخصيص والتكيف: يمكن للمتعلمين اختيار وتعديل سرعة وأسلوب تعلمهم كما يحلو لهم. بعض البرامج تقدم محتوى متعدد الوسائط يشمل الفيديوهات والمقالات والصوتيات لتلبية احتياجات المتعلم المختلفة.

1. تهيئة بيئة تعليمية محفزة: استخدام التقنيات الحديثة يجعل عملية التعلم أكثر جاذبية ومتعة. ستلاحظ وجود ألعاب تعليمية تفاعلية وبرامج محاكاة تساعد في تبسيط المفاهيم الصعبة وتحسين الاحتفاظ بالمعلومات.

1. إدارة الوقت المرنة: إحدى العوامل الرئيسية التي تجذب العديد من الناس نحو التعليم عبر الإنترنت هي مرونة الجدولة الزمنية. يمكنك دراسة عندما يتناسب ذلك مع جدول أعمالك الشخصي مما يعني أنه لن تحتاج إلى التنقل لساعات طويلة للحضور إلى الفصل الدراسي.

التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا في التعليم :

1. العزلة الاجتماعية: قد يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا إلى انخفاض التواصل الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين أو زملاء الدراسة. هذا النوع من الانعزال قد يؤثر سلبياً على مهارات الاتصال لدى الطلاب وقد لا يعكس الواقع العملي لمتطلبات العمل المستقبيلة.

1. الحواجز الرقمية: هناك حواجز رقمية كبيرة تواجه الأفراد الذين ليس لديهم إمكانية الوصول الكافي للإنترنت سواء بسبب عدم القدرة المالية أو محدودية الخدمات اللاسلكية المحلية. وهذا يترك هؤلاء الأفراد بعيدين عن فرص التعلم الهامة المقدمة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.

1. احترافية المحتوى: رغم كون العديد من الدورات التدريبية مجانية وقابلة للوصول بسهولة إلا أنها ليست كلها بنفس مستوى الجودة الأكاديمية ذات الشهادات المعترف بها عالميًا. لذلك فإن ضمان جودة المواد التعليمية أمر ضروري للغاية لمن يرغب بالحصول على شهادات أكاديمية رسمية معتمدة دوليًا .

1. **اختبار القدرات الحقيقية*: غالبًا ما يتم اختبار الطلاب باستخدام الاختبارات التحريرية التقليدية عند حضورهم الجامعات بعد الانتهاء من برنامج تعليمي عبر الإنترنت لكن الأمر الذي يستحق المناقشة هو مدى قدرتهم العملية والكفاءة العملية مقارنة بأقرانهم الذين حضروا كليات تقليدية حيث يوجد تدريب عملي مباشر وجلسات نقاش داخل الصفوف الدراسية التقليدية بالإضافة إلي الأنشطة اللاصفيه خارج نطاق الروتين الأساسي للدراسة الرسمية والتي تساهم جميعها فى بناء شخصية شاملة قادرة علي مواجهة تحديات سوق العمل بطريقة فعالة وعليه فأنه يجب التركيز أيضا علي تطوير وسائل جديدة لقياس المهارات العملية والحركيه أثناء مراحل التعليم الأولية حتى يستطيع الجميع تحقيق اقصى استفادة ممكنة بغض النظر عن المسار التأهيلى الذى اختاره كل فرد وفقا لرؤيته واستراتيجيتها الخاصة لتحقيق اهدافه المهنيه والعلميه ..

ختاماً ، ينبغي لنا أن نحافظ دائما علی ثوابت قيمة الإنسان وتعزيز وفاءاته الإنسانيه فضلا عن أهميتها وضرورتها القصویه خلال تنمیة مجتمع معرفي رقمي حديث تلعب فيه تكنولوجیا الاتصالات دور محورى مؤثّر لذا فالشيء الأساسی هنا يكمن فى كيفية إدارة تلك التجربة التعليمية الرقمית الجديدة بما يحقق نتائج مثمرة لصالح المجتمع المعرفى العام وليس لأطماع جشعه مصاصو دماء الفقراء بحثآ عن مكسب مادى زائل خلف ظهر الغافلين ممن لا يعرفون خطورة عبور الحدود الحمراء لهذه المشاريع التجاربيه بدون أي اعتبار لما يقابلها من خسائر نفسية