- صاحب المنشور: نادية الوادنوني
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية لدى الشباب حول العالم. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه المنصات مثل التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والوصول إلى المعلومات، والمشاركة في الحوارات العالمية، إلا أنها قد تحمل أيضاً مخاطر كبيرة خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة قوية بين الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي والأعراض المرتبطة بالاكتئاب، القلق، التوتر، وتدني احترام الذات.
التعرض المستمر للصور المثالية للآخرين عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والتنافس السلبي ("FOMO" - الخوف من فقدان شيء ما)، مما قد يضغط على الشباب ويؤثر سلباً على صحتهم العقلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعليقات السلبية أو التنمر الإلكتروني يمكن أن يساهم أيضًا في زيادة مستويات الضغط النفسي لديهم.
كيف يؤثر ذلك؟
الاكتئاب: المقارنة الدائمة بين حياة الشخص وحياة الآخرين الذين يعرضون صور أكثر سعادة وأكثر كمالا قد تسبب شعورا بالإحباط والإحساس بأن حياتهم غير مكتملة.
القلق: متابعة الأخبار المستمرة والمعلومات المتعلقة بالأحداث الجارية عبر الإنترنت يمكن أن تتسبب في حالة دائمة من القلق والخوف بشأن الأمور خارجة عن سيطرة الشخص.
توتر علاقات الصداقة الحقيقية: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار قد يضعف الروابط الاجتماعية الحقيقية حيث يقضي الناس المزيد من الوقت أمام الشاشات وليس مع الأشخاص حوله مباشرة.
ماذا يمكن القيام به؟
تحديد حدود زمنية للاستخدام: تحديد وقت محدد كل يوم لاستخدام الهاتف المحمول وعدم الانغماس في الوسائط الاجتماعية أثناء الأنشطة الأخرى مثل تناول الطعام أو النوم.
ممارسة الرعاية الذاتية: التركيز على الأنشطة التي تعزز السلام الداخلي والاسترخاء، سواء كانت تمارين اليوغا، التأمل، قراءة كتاب جيد، أو ممارسة الهوايات الصحية.
البحث عن مجتمع دعم: التحدث إلى الأصدقاء المقربين أو أفراد الأسرة أو حتى طلب المساعدة المهنية عند الحاجة يمكن أن يخفف الكثير من الضغط النفسي الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعي.
بالتالي، بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفرص الإيجابية للتواصل والتواصل الثقافي والمعرفي، فإنه ينبغي لنا أن نكون مدركين للتأثير المحتمل لها على صحتنا النفسية وأن نتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسيتنا.