- صاحب المنشور: شيماء المرابط
ملخص النقاش:
التقدم التكنولوجي الثوري الذي شهده العالم خلال العقود القليلة الماضية ترك بصماته الواضحة على العديد من جوانب الحياة اليومية للمجتمع الحديث. ومن أكثر هذه الجوانب تأثراً بالعصر الرقمي هي العلاقات الإنسانية والاجتماعية. يتناول هذا التحليل تأثير التقنية الحديثة على بناء وتطور الروابط بين الأفراد والجماعات، مستعرضاً النقاط الإيجابية والسلبية.
الفوائد المحتملة للتكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية:
- تسهيل التواصل العالمي: لقد أتاحت الإنترنت والتطبيقات الرقمية اتصالًا فوريًا واسع الانتشار حول الكوكب بأكمله. يمكن للأصدقاء والعائلة الذين يعيشون بعيدًا البقاء قريبين باستمرار عبر الرسائل النصية ومكالمات الفيديو وغيرها من الوسائل الإلكترونية المتاحة للجميع تقريباً بغض النظر عن الموقع أو الوقت. كما تُتيح مثل تلك المنصات الفرصة للشباب خاصة لتكوين صداقات جديدة ذات اهتمامات مشتركة خارج دائرتهم المحلية وبناء شبكات مهنية عالمية.
- تعزيز الدعم النفسي والمعنوي: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أدوات فعالة لدعم الصحة النفسية والمزاج العام بسبب القدرة على مشاركة الأفكار والحكايا الشخصية مع الآخرين بطريقة آمنة نسبياً. بالإضافة إلى ذلك، توفر مجموعات المناصرة والدعم عبر الانترنت بيئة افتراضية يشعر فيها الأشخاص بالأمان أثناء التعامل مع تحديات حياتهم الخاصة كالصحة العقلية والأمراض الخطيرة وما شابه ذلك مما يجعل عملية الشفاء الجسدي والنفسى أيسر وأكثر راحة وأحياناً أقل تكلفة مادياً أيضاً.
- تشجيع التعاون والإبداع: تعمل الأدوات الرقمية كأساس لمشاريع جماعية مختلفة؛ سواء كانت أعمال تطوعية أو مشروعات بحث علمي أكاديمي. تتيح الشبكات العالمية تبادل المعرفة وهيكلتها بطرق مبتكرة تغذي المجتمع العلمي والثقافي وتوسع حدود الابتكار والإنتاج الثقافي والفني والفكري بشكل عام.
المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية:
- العزلة وفقدان العمق العاطفي: رغم قدرتها الرائعة على الربط، فإن الاعتماد الكبير على الأجهزة الذكية قد يؤدي لعكس المدلول الحقيقي لمعنى "الرابط". حيث يمكن أن تصبح التفاعلات الافتراضية غير حقيقية وخالية من المشاعر الدافئة التي تقدّمها المقاربات الواقعية للعلاقات الحميمة كالاختلاط الشخصي والتواصل وجهاً لوجه مثلاً. هناك خطورة محدقة بإقامة علاقات سطحية ترتكز على مصالح وقتية عوضا عن روابط عميقة مبنية عل الحب والمساندة الطويلة الأمد والتي غالبا ما تكون ضرورية للنماء الداخلى للإنسان واستقرار نفسه داخليا والخارجي أيضا اجتماعيا.
- زيادة التوتر وانخفاض التركيز: قد يساهم استخدام الهاتف المحمول ومتابعة الأخبار المستمرة وإشارات التنبيهات الأخرى المستمرة في زيادة مستوى الضغط النفسي لدى المستخدمين بينما تشغل انتباههم أيضًا عنها الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لهم كتأسيس حياة شخصية مستقلة مستقرة وتحقيق اهداف طموحه تسعى اليها شخصيتُكَ الخاصّة بحسب رؤيتها لسعادة الذات وصلاح حالِها وضمان مستقبل أفضل لنفسها ولمن حولها كذلك . وهذا الاختلال فى الأولويات نتيجة الاستخدام الزائد لأنظمة الترفيه الحديثة ووسائل الإعلام الجديدة السلبي يترك آثار جانبية تهدد الصحة العامة لكل أفراد الأسرة مجتمعيين كانوا أم فرديين داخل البيت ذاته ربما حتى لو كان أعضاء بعض الأسر مكونين فقط من أب وابنه واحد مثلاً!
- مشكلات صحية محتملة: ثبت ارتباط طول مدة جلوس الإنسان أمام شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى بالإصابة ببعض الأمراض الجسدية كالسمنة وضعف النظر وآلام العظام إضافة لأثر سلبي كبير علي نمط نوم وعادات غذاء البعض وهو أمر مؤسف حقاً ويجب أخذه بالحسبان عند وضع استراتيجيات عامة لحفظ سلامتنا البدنيه والعقلانيه سوياً بدون ان نغفل جانب اخر له دور فعال يبقى موجود دائماً وهو تأثير الاسْلوب العام للحياة الغير مقتصد فيما يستخدم منها ويتبع نهجا عدم ريادي تجاه كل ما نصنع باستخدام مواردنا الطبيعية الطبيعية كالبنزينمثلاوالكهرباءوالحيوانات البرية البركأرضالبحرالخ...لذا