- صاحب المنشور: رزان البلغيتي
ملخص النقاش:
التطور التقني الهائل الذي شهدته البشرية خلال العقود الأخيرة قد أحدث تغييراً جذرياً في العديد من جوانب الحياة الإنسانية. ومن بين هذه الجوانب، أثرت التكنولوجيا بشدة على الهوية الثقافية للمجتمعات حول العالم. يشمل هذا التأثير مجموعة معقدة ومتنوعة من العوامل التي تتراوح بين وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية حتى الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي.
انتشار المعلومات والثقافة عبر الإنترنت
أدى الإنترنت إلى عالم أصبح فيه الوصول إلى المعلومات وإلى ثقافات مختلفة أمرًا سهلا ومباشرًا. يمكن للأفراد الآن التعرف على عادات وتقاليد وثقافات جديدة لم تكن متاحة لهم سابقًا إلا ربما من خلال السياحة أو القراءة. يفتح هذا الباب أمام تفاعلات ثقافية أكثر تعمقاً وتفهماً المتبادل، ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى هجر بعض العناصر الخاصة بالثقافة المحلية لصالح تلك الوافدة عبر الشبكة العنكبوتية.
تأثير الإعلام الرقمي على اللغة والتواصل
تعتبر اللغات أحد أهم عناصر أي ثقافة، وهي جزء أصيل من هويتها. ومع ذلك، فإن استخدام لغات غير محلية بكثرة بين الأفراد الأصغر سنًا الذين نشأوا وهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية قد يعرض لغتهم الأم للخطر. بالإضافة إلى ذلك، أدخلت الرسائل القصيرة والمراسلة الفورية الكثير من المصطلحات الجديدة والسlang العامي الجديد الذي بدأ يتغلغل في اللهجات الرسمية مما قد يحدث تغييرا في الطريقة المعتادة للتعبير عن الذات عبر الكلمات المكتوبة.
الأدوار التقليدية مقابل الدور الجديد لتكنولوجيا المعلومات
غالبًا ماتكون الأسرة هي العمود الفقري لأي مجتمع حيث توفر البنية الاجتماعية والدعم الروحي والأخلاقي. تستطيع التكنولوجيا اليوم تغيير طبيعة العلاقات داخل الأسرة وخارجها بطرق عديدة. فمن جهة، تساهم بالتسهيلات العملية مثل التعليم والتسوق وغيرهم كثير؛ ومن ناحية أخرى، قد تؤدي لاستنزاف وقت التواصل الشخصي الحقيقي خاصة بين أفراد الأسرة الواحدة وبين المجتمع ككل. كما أنها تجبر الأطفال والشباب على تحمل مسؤوليات مبكرة بشأن الاستخدام الآمن والمعقول لهذه التكنولوجيا وهو ما كان غائبا تقليديًا قبل ظهور الانترنت والحوسبة الشخصية الحديثة.
هذه مجرد نقاط قليلة ضمن مجالات واسعة تحتاج لكل دراسة وتحليل مستفيض لفهم كيف تشكل التكنولوجيا المستقبل لهويتنا الثقافية وكيف يجب عليها أن تكون مساندًا لها وليس منافسا مباشرا لها .