- صاحب المنشور: ثريا الكيلاني
ملخص النقاش:
في أعقاب الأحداث المدمرة مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير، تواجه الحكومات والمجتمعات العالمية مهمة حساسة تتمثل في استعادة ثقة الجمهور. هذه العملية ليست مجرد مسعى معنوي؛ بل هي أساس ضروري لاستدامة التعافي وبناء قدرة مقاومة مستقبلية للكوارث. تستعرض هذه المقالة التحديات التي تظهر عند محاولة إعادة بناء الثقة العامة، وتسلط الضوء على الدروس المستفادة من حالات معينة وكيف يمكن للممارسات الفعالة أن تخلق بيئة أكثر مرونة ومناخًا اجتماعي أكثر تعاوناً.
### فهم عميق لأسباب فقدان الثقة
1. **غياب الشفافية**: أحد أكبر العوامل المؤدية إلى انهيار الثقة هو عدم وجود معلومات واضحة ومفصلة حول إدارة الرد الأولي والكشف عن المعلومات ذات الصلة بالحادثة. هذا الغموض غالبا ما يشجع على انتشار الشائعات والتوجس بين السكان.
2. **القصور التنفيذي**: قد يؤدي بطء الاستجابة وعدم كفاءتها أو حتى سوء التنفيذ إلى شعور كبير بالإحباط والخيبة لدى المواطنين الذين يتوقعون حماية أفضل واستعدادا أفضل لتلك الحالات الطارئة.
3. **عدم المساءلة**: عندما لا يتم محاسبة المسؤولين أو الأفراد المتورطين في سوء الإدارة أو الانتهاكات خلال فترة الكارثة، فإنه يرسل رسالة ضمنية بأن تلك التصرفات غير مقبولة وأن النظام الحالي لن يقوم بتغيير نفسه لمواجهة المشكلات المستقبلية.
4. **العجز الاقتصادي والعاطفي**: التأثير المباشر للكارثة بالإضافة إلى الجهد الكبير المبذول لإصلاح الوضع غالبًا ما يترك المجتمع بموارد متضائلة وعرضة لانتشار الشعور بالعجز والإرهاق النفسي والجسدي مما يقوض جهود إعادة البناء والثقة.
### دور وسائل الإعلام والشركات الخاصة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى
تعتبر كل هذه الأطراف شبكة دعم رئيسية للحكومة وللمجتمع أثناء وبعد الكوارث الطبيعية وهي تلعب دوراً محورياً في اعادة بناء الروابط الاجتماعية وثقة الشعب بالحكومات. إنها تتطلب فهماً عالي المستوى للأخطاء التاريخية والاستراتيجيات الناجحة حتى يمكن استخدامها بشكل فعال لدعم عملية التعافي.
### دروس مستفادة من الحوادث الأخيرة:
* **الصدمة الأرضية في هايتي عام 2010**: أبرزت الحاجة الملحة للتخطيط الأمثل قبل حدوث كارثة طبيعية حيث واجهت البلاد نقصًا شديدًا في القدرة الاستيعابية والبنية الأساسية اللازمة للتعامل مع حجم الضرر الذي خلفته الزلزال. كما سلط ضوء الشمس على أهمية العمل الدولي المشترك والدعم الخارجي الواسع النطاق لتحقيق نتائج فعالة طويلة المدى.
* **الإعصار كاترينا عام 2005**: رغم حجم الإغاثة المحلي والدولي الكبير الذي تم تقديمه مباشرة بعد الحدث، إلا أنه ظهر قلق كبير بشأن مدى نجاح التدخل الحكومي والنُظم الأمنية خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات المدنية. وقد أدت بعض التصرفات المقيدة لحركة الناس إلى زيادة مشاعر القلق وعدم الثقة تجاه الحكومة الاتحادية الأمريكية وقتذاك.
* **زلازل تشيلي عام 2010 وأندونيسيا عام 2018**: قدمتا أمثلة جيدة لكيفية استخدام البيانات العلمية الشاملة للتنبؤ بالمخاطر المرتبطة بالأراضي وغيرها من المجالات الرئيسية الأخرى والتي ساعدت بشكل مباشر في تقليل الخسائر البشرية والمادية وإنقاذ حياة الكثيرين ومن ثم حصولهم على فرصة أكبر لاحقاً لبناء ثقتهم مجدداً بالنظام السياسي القائم عليهم وعلى مواطني البلد الآخرين أيضًا .
### الخطوات نحو إعادة بناء الثقة:
1. **الشباب والمعرفة الرقمية**: فتح الباب أمام الشباب ليصبحوا جزءاً أصيلاً في عمليات اتخاذ القرار واتخاذ إجراءات للتكيف المستقبلي باستخدام المعارف الحديثة للإعلام والتكنولوجيا يعززان الفاعلية ويضمن التواصل الفعال طوال مراحل التعافي وما بعدها
عبدالناصر البصري
16577 Blog indlæg