• صاحب المنشور: ساجدة الحمودي
  
  ملخص النقاش:
  تحولت المؤسسات التعليمية حول العالم بسرعة نحو التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى تحول كبير في طريقة تقديم التعليم. هذا التغيير لم يقتصر على الطلاب والمعلمين فحسب، بل أثر أيضا على الهياكل الإدارية والمناهج الدراسية والأنظمة الأكاديمية التقليدية. بالنسبة للقطاع التعليمي العالي العربي تحديدًا، يتيح التحول الرقمي فرصاً هائلة ولكنه يحمل أيضًا تحديات كبيرة.

الفرص المتاحة:

\u2022 وصول أكبر: تتيح المنصات الرقمية الوصول الفوري للمواد التعليمية للمتعلمين بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاقتصادي. هذه القدرة ليست متاحة فقط لطلاب الجامعات البعيدة ولكنها أيضاً توفر فرصة التعلم المستمر لأصحاب العمل الذين لديهم التزامات محددة بالساعات العملية.

\u2022 مشاركة المعرفة العالمية: يمكن أن يؤدي استخدام الوسائط الرقمية إلى زيادة التواصل بين المؤسسات التعليمية المختلفة عبر البلدان والثقافات العربية المختلفة مما يشجع تبادل الأفكار والأبحاث ويوفر بيئة تعليم أكثر شمولاً وانفتاحا.

\u2022 الابتكار والتكيف مع احتياجات السوق: يتطلب سوق العمل اليوم مهارات رقمية عالية ومتجددة باستمرار. يساعد دمج التكنولوجيا في التعليم العالي العربى فى تطوير طلابه لتلبية تلك الاحتياجات الجديدة وتساعد جامعاتنا على الحفاظ على مكانتها عالمياً.

التحديات الواجب مواجهتها:

\u2022 فجوة التكنولوجيا والإمكانات المادية: هناك تفاوت كبير فيما يتعلق بالتغطية بالإنترنت وجودته وبين الأجهزة المستخدمة للتحول الرقمي داخل الوطن العربي. قد يعاني بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من نقص في الأدوات التشغيلية الأساسية اللازمة للاستفادة الكاملة من الحلول الرقمية الحديثة.

\u2022 تأثير ضار محتمل: بينما تقدم التطبيقات الإلكترونية العديد من الفوائد المحتملة إلا أنه يوجد خطر حقيقي يتمثل بإلهاء الطلبة وعدم التركيز بسبب وسائل الانحراف المتعددة المنتشرة حالياً ضمن البيئات الافتراضية. كما أنه ينبغي التأكد من عدم استبدال الشخصية البشرية الدافئة والحوار الشخصي الذي تقدمه المحاضرات وجهاً لوجه بنظام آلي مجرد تمام الاستقلال الذاتي.

\u2022 القضايا الأخلاقية والخصوصية: تتزايد مخاطر الاختراقات الأمنية وانتشار المعلومات الخاطئة وغير الصحيحة عبر الإنترنت. ومن الضرورة القصوى تصميم سياسة خصوصية قوية لحماية بيانات الطالب ومعلومات البحث العلمي ضد أي انتهاكات غير شرعية. بالإضافة لذلك، فإن مسؤوليتنا الأخلاقية ترتفع للحفاظ على سلامة استخدام هذه التكنولوجيا وضمان قدرتها على تحقيق العدالة الاجتماعية وليس تفاقم الفجوة الموجودة بالفعل.

وفي نهاية المطاف، نرى بأن رحلة التحول الرقمي للجامعات العربية تحتاج لرؤية واضحة ومخطط مدروس جيدا يأخذ بعين الاعتبار كل جوانب المشهد الحالي الحالي ويتجنب الوقوع فريسة للتبعات السلبية الغير مرغوب بها جراء اعتماد تكنولوجيات جديدة بدون دراسة جدواها وفائدتهم المضمونة لنا جميعا كمجتمع تعلم عريق أثره في نقل حضارتنا للعالم منذ القدم حتى يوم الناس هذا!