• صاحب المنشور: أروى القفصي
  
  ملخص النقاش:
  يعيش قطاع التعليم العالي حالياً مرحلة تحول عميق حيث يتزايد الطلب على نماذج تعليم أكثر مرونة وكفاءة. هذا التوجه نحو التغيير يأتي نتيجة لعدد من التحديات التي يواجهها النظام التقليدي للتعليم الجامعي.

من بين هذه التحديات نجد ارتفاع تكلفة التعليم، حيث أصبح الحصول على شهادات جامعية أمراً باهظ الثمن بالنسبة لكثير من الأسر. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة عدم القدرة على الوصول العالمي؛ فالعديد من البرامج الأكاديمية تقتصر جغرافياً ولا توفر الفرصة أمام الجميع للحصول عليها بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

كذلك، فإن البيئة التعليمية التقليدية غالباً ما تكون غير قادرة على مواكبة سرعة وتيرة تغير العالم الحديث. العديد من المهارات والمهن الجديدة تتطلب معرفة متخصصة ومستمرة قد لا يتمكن نظامنا الحالي من تقديمها بكفاءة.

ومع ذلك، فإن الحلول موجودة بالفعل وهي موجودة بين أيدينا - هي الأفكار القائمة على استخدام التكنولوجيا الحديثة والمعروفة باسم "التحول الرقمي". يمكن لهذا النهج إعادة تعريف تجربة التعلم وإنشاء فرص جديدة للمشاركين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم. يشمل التحول الرقمي تطوير برامج تعليمية رقمية، باستخدام الأدوات الافتراضية مثل المنصات الإلكترونية والألعاب الواقع المعزز وغيرها لتقديم محتوى تعليمي جذاب ومتفاعل. كما أنه يسمح بإعادة هيكلة طرق التدريس والتقييم لتحقيق نتائج أفضل وبأسعار معقولة ومعايير عالمية مشتركة.

ومن الواضح أن مستقبل التعليم العالي يكمن في الاستفادة القصوى مما تقدمه التكنولوجيا الرقمية لإحداث ثورة في طريقة توصيل المعرفة وإدارة العملية التعليمية بأكملها. إنها فرصة هائلة لنقل الفوائد التي يوفرها التعليم العالي لملايين الأشخاص حول العالم الذين ربما لم يكن بوسعهم اللحاق بهذه التجربة قبل الآن بسبب العقبات المالية أو المكانية أو حتى الثقافية.