- صاحب المنشور: سليمان الراضي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في انتشار استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية. بينما توفر هذه الوسيلة الترفيه والتعلم، إلا أنها خلقت أيضاً مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على الصحة العقلية لهذه الفئة العمرية الحساسة. وفقاً لدراسة صادرة حديثاً عن جامعة كاليفورنيا، هناك ارتباط واضح بين الإفراط في اللعب والإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب والشعور بالعزلة الاجتماعية.
هذه الدراسة التي شملت أكثر من 37 ألف طفل ومراهق أمريكي تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، كشفت عن وجود علاقة خطية بين عدد ساعات لعب الفيديو اليومية وبين أعراض الاكتئاب والقلق. حيث وجد الباحثون أنه لكل ساعة زيادة في وقت اللعب، زاد خطر ظهور الأعراض النفسية بنسبة تصل إلى 6%. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت نسبة كبيرة من المشاركين الشعور بالوحدة وانخفاض مستويات الرضا الاجتماعي بعد فترة طويلة أمضوها أمام الشاشات.
بالإضافة إلى التأثيرات النفسية، يمكن للألعاب الإلكترونية التفاعلية ذات الطبيعة العنيفة أن تؤثر أيضًا على الأفكار والسلوكيات العدوانية لدى الشباب. تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض للعنف الافتراضي قد يعزز مشاعر الكراهية والصراع، مما يزيد احتمالية التحولات السلبية في الشخصية تجاه المواقف الواقعية.
من الجانب الآخر، لا ينكر الخبراء فوائد ألعاب الفيديو التعليمية والتفاعلية والتي تساعد في تعزيز مهارات حل المشكلات وتنمية القدرات المعرفية عند اللاعبين الصغار. لكن الاستخدام غير المنظم والعشوائي لها يشكل تحدياً كبيرًا يجب مواجهته بحكمة. ينصح الخبراء الآباء والمعلمين بتحديد حدود واضحة لوقت اللعب يوميًا واستثمار الوقت المتبقي بأنشطة بناءة أخرى لتوازن حياة الطفل الصحية الذهنية والجسدية والنفسية. كما يؤكدون ضرورة اختيار محتوى آمن وخالي من العنف لمزيد من السلامة والاستقرار النفسي لأبنائنا الطلاب.
خاتمة ###
وفي نهاية المطاف، فإن مفتاح الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية بأمان يكمن في تحقيق توازن مدروس يساعد على تنمية المهارات وتعزيز الصحة العقلية دون المساس بالسعادة العامة للطفل أو حياته الاجتماعية خارج نطاق الشاشة الرقمية.