- صاحب المنشور: سند الدين بن عطية
ملخص النقاش:
لقد أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الترجمة الآلية خلال السنوات الأخيرة. هذه التقنيات، التي تعتمد أساسًا على التعلم العميق والنماذج الكبيرة للغة الطبيعية، قد زادت بشكل كبير من الدقة والكفاءة في عملية الترجمة. ومع ذلك، هذا التطور لم يأتِ بدون تحديات ومخاوف.
أولاً، يتعلق الأمر بالدقة. رغم تحسنها الكبير، إلا أن أدوات الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تزال غير قادرة على تقديم ترجمات دقيقة بنسبة ١٠٠٪ خاصة فيما يتعلق بالنصوص الثقافية أو السياسية أو القانونية حيث قد تتطلب فهم السياق والمعرفة الجذرية بالمفاهيم المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الأنظمة أحيانًا "التعلم الخاطئ" إذا تم تدريبها باستخدام بيانات غير دقيقة أو ضارة.
ثانيًا، هناك القلق حول فقدان العمالة البشرية في قطاع الترجمة. مع زيادة اعتماد الشركات والمؤسسات على برمجيات الذكاء الاصطناعي للترجمة، هناك خطر حقيقي بأن يؤدي ذلك إلى تسريح العديد من المترجمين البشريين ذوي المهارات العالية. ولكن، بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كتهديد مباشر، يمكن اعتباره أداة تعزز قدرة المترجمين، مما يسمح لهم بالتفرغ للمهام الأكثر تعقيدًا والتي تحتاج إلى الحكم البشري مثل مراجعة وتحرير الأعمال المنتهية بواسطة البرمجيات.
وفي الجانب الآخر، تحمل لنا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا فرصًا هائلة. فهي تساعد في تقليص الفوارق بين اللغات وتعزيز التواصل العالمي بطرق لم يكن ممكناً تحقيقها سابقًا. كما أنها تتيح الوصول إلى المعلومات بسرعة أكبر بكثير مقارنة بعملية الترجمة اليدوية التقليدية. علاوة على ذلك، يمكن استخدام طرائق تعلم الحاسوب لتعليم خوارزميات ذكاء اصطناعي جدد كل يوم – وهو أمر ليس مستحيلا ولكنه يستلزم جهدًا بشريًا مكثفًا لتحقيقه.
في الختام، بينما نعيش عصر الذكاء الاصطناعي الجديد في عالم الترجمة، فإن المفتاح يكمن في كيفية استخدام هذه الأدوات الجديدة وكيف نستطيع مواجهة تحدياتها المحتملة والاستفادة القصوى من الفرص التي تقدمها.