- صاحب المنشور: ناظم بن عروس
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار التكنولوجيا الرقمية في حياتنا اليومية، لم تعد تأثير هذه الثورة التقنية يقتصر على جوانب معينة بل امتد ليشمل مختلف المجالات بما فيها التعليم. لقد شهد القطاع التربوي تحولات واسعة منذ ظهور الحاسوب الشخصي وانتشار الإنترنت والهواتف الذكية وأحدث الأجهزة الإلكترونية الأخرى. فالتعلم عبر الإنترنت أصبح الآن خيارا متاحا للعديد ممن يتوقون للتطور الأكاديمي بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الوقت الذي يناسبهم للدراسة فيه.
إحدى الفوائد البارزة لتأثير التكنولوجيا هي زيادة الوصول إلى المعلومات والمعرفة. حيث توفر الشبكة العنكبوتية كم هائلا من المحتوى الدراسي والمواد التعليمة المتاحة مجانا وبسهولة أكبر بكثير مما كان عليه الأمر قبل عقود قليلة مضت. كما تتيح الأدوات الافتراضية مثل المنصات عبر الإنترنت للمعلمين تقديم دروس مباشرة ومشاركة الوثائق بطريقة أكثر جاذبية وجاذبية مقارنة بالوسائل التقليدية للحصول على الدعم الأكاديمي خلال الفصل الدراسي العادي. بالإضافة لذلك، فإن استخدام التطبيقات والبرامج المساندة يمكن أن يحسن من فهم الطلاب ويحسن مهارات حل المشكلات لديهم من خلال عمليات المحاكاة والتفاعل الآني داخل البيئات الافتراضية والحقيقية أيضًا!
ومع ذلك، رغم كل تلك الامتيازات التي تقدمها لنا تكنولوجيا المعلومات الحديثة، إلا أنها طرحت بعض التحفظات الجديرة بالمناقشة والنظر فيها كذلك. فقد أعرب العديد عن مخاوفهم بشأن التأثيرات الاجتماعية والسلوكية الناجمة عنها خاصة فيما يتعلق بجودة العلاقات الإنسانية وإهدار وقت الشباب بسبب إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الانشغالات رقميا. علاوة على ذلك، هناك قلق مستمر حول مستقبل التعليم ذاته إذ تساءلت عدة أصوات عما إذا كانت الإعداد التعليمي الحالي قادرٌ بالفعل على مواجهة تحديات عصر المهارات الرقمية المعاصرة أم أنه بات بحاجة لإصلاح عميق لجسر الفجوة بين القديم والحديث؟
إن فهم طبيعة هذا التغيير الضخم والتكيف معه أمر ضروري للأخذ بمكارمه والاستفادة منه لأجل مستقبل أفضل للجميع - طلابًا كانوا أم معلمين!. إنه حقاً عصر جديد يجب ترتيب البيت داخله وفق قاعدة "استخدام العلم لتحقيق المنفعة".