يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يعتبر من أعظم الأيام في الإسلام، حيث وردت أحاديث نبوية عديدة تؤكد على فضله وبركته. من بين هذه الأحاديث، ما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، حيث قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة". هذا الحديث يشير إلى أن الدعاء في هذا اليوم له مكانة خاصة، وأن الله عز وجل يقبل دعاء عباده فيه.
في يوم عرفة، ينبغي للمسلم أن يكثر من الذكر والدعاء، مستغلاً هذه الفرصة العظيمة. من الأدعية المأثورة في هذا اليوم ما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: "أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح".
كما ينبغي للمسلم أن يكثر من التلبية، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يدعو لنفسه ولأهله وللمسلمين جميعاً. ومن الأدعية المختارة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، و"اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً".
وفي يوم عرفة، ينبغي للمسلم أن يحرص على الاستغفار والتوبة، وأن يكثر من البكاء مع الذكر والدعاء. هذا اليوم هو مجمع عظيم وموقف جسيم يجتمع فيه خيار عباد الله الصالحين وأولياؤه المخلصون والخواص من المقربين.
وفي الختام، ينبغي التنويه إلى أن أفضل الأذكار في يوم عرفة هي كلمة التوحيد "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. هذه الكلمة هي أعظم الأذكار وأفضلها على الإطلاق، وهي داخلة في دعاء العبادة، وهي متضمنة لدعاء المسألة.
فليستغل المسلم يوم عرفة بالذكر والدعاء والعبادة، مستغلاً هذه الفرصة العظيمة التي لا يمكن تداركها بعد فواتها.
