استمر البشر منذ الأزل في البحث عن الحقيقة والأخلاق والإرشاد الروحي. وقد وردت رسائل إلهية متعددة خلال هذه الرحلة الإنسانية، وتم تسجيل العديد منها في كتب سماوية مختلفة. لنتعمق أكثر في هذا الموضوع ونستعرض معًا أهم الكتب التي نزلت بواسطة الرسل عليهم السلام.
أول كتاب سماوي هو الزبور الذي نُزِّل على النبي داوود عليه السلام، وفقاً للعقيدة الإسلامية والمسيحية والإبراهيمية بشكل عام. يتميز الزبور بالتركيز على العدل والقانون والقيم الأخلاقية. يعتبر جزء منه موجود حتى اليوم ضمن الكتاب المقدس المسيحي، لكن نسخة كاملة لم تبقَ لدينا بسبب فقدانها عبر التاريخ.
ثم يأتي التوراة، وهي مجموعة من النصوص الدينية التي تعتبر مقدسة لدى اليهود والمسيحيين المسلمين أيضًا، إذ تؤمن كلتا العقيدتين بأن موسى بن عمران عليه السلام قد تلقاها كوحي من الله. تتضمن القوانين والنصائح والتوجيهات للعبادة والشريعة. ويوجد الجزء الأكبر من التوراة حالياً داخل العهد القديم للمسيحين والمعروف بـ "التناخ" عند اليهود.
بعد ذلك يأتي الإنجيل، وهو أحد الكتب السماوية الرئيسية الثلاثة للإثنين عشر مليار شخص الذين ينتمون إلى الطوائف المختلفة للمسيحية حول العالم اليوم. هناك عدة نسخ لإنجيل بحسب التقليد المسيحي؛ فهناك أمثال إنجيل متى ومارك ولوقا ويوحنا والتي تشكل أساس عقائدها وتعاليمها.
وأخيراً وليس آخرا، القرآن الكريم هو آخر وأعظم الكتب السماوية المنزلّة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حسب الاعتقاد الإسلامي. يعدّ القرآن مصدر التشريع الأساسي للحياة الاجتماعية والدينية لدى أكثر من ملياري مسلم منتشرين بين جميع قارات الدنيا تقريبًا. يُعتبر حفظ مئات ملايين الناس له دليلٌ دامغٌ على قدرته الخالدة ودقة محتواه ومعانيه الجلية رغم مرور قرون عديدة منذ نهايته الأخيرة قبل الميلاد بخمس عشرة قرنًا تقريبًا!
وبذلك، يمكننا القول إن عدد الكتب السماوية الأربع قد امتد تأثيرها لأجيال غفيرة عبر مختلف الأديان والثقافات تعكس حكمة خالق هذا الكون وعلمه اللامحدود برفاق خلقه ممن ارتضى إياهم رسلاً يحملون رسالة الحق للناس كافةً بإذن رب بر!