الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل الصلاة عماد الدين. إن قضاء الصلاة الفائتة واجب على كل مسلم ومسلمة، سواء كانت هذه الفوائت بسبب النسيان أو التقصير أو غير ذلك. وفي هذا المقال، سنوضح كيفية قضاء الصلاة الفائتة وفقًا لما جاء في الشريعة الإسلامية.
يجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى من ترك الصلاة والتهاون بها، ثم يقوم بقضاء ما فاته من الصلوات إن كان يعلم عددها. أما إن لم يعرف العدد، فيقضي ما يغلب على ظنه أنه عدد ما عليه من الفوائت. ويبدأ في القضاء بأول صلاة تركها ثم بما بعدها وهكذا. وإن لم يتذكر ترتيبها، يقضيها حسبما يرى؛ لأن ترتيب الفوائت غير واجب، بل مستحب لدى الكثير من الفقهاء.
وعلى القول بعدم مشروعية قضاء الصلوات المتروكة عمدا، فإن الواجب هو التوبة، والقول بالإكثار من صلاة التطوع لا يعني أنها نيابة عن القضاء بل هو من باب الإكثار من الطاعة إثر معصية تعمد ترك الصلاة المفروضة ولجبر النقص الحاصل في الصلاة.
وعلى المسلم أن يقضي بقدر طاقته وبحيث لا يترتب على القضاء ضرر في البدن أو المعيشة. فإذا كان يقضي في كل يوم عددا من الفوائت بقدر طاقته بحيث لا يستطيع الزيادة عليه مع محافظته على السنن الراتبة، فهو على صواب. وإن كان يستطيع قضاء عدد أكثر مما هو عليه، فليزيد في القضاء إلى الحد الذي لا يحصل معه ضرر في البدن أو المعيشة.
وفي خصوص مسألة تأخير الصلاة إلى الليل بسبب الانشغال بالعمل، لا يجوز للمسلم أن يضيع الصلاة حتى يخرج وقتها. وما ذكرته من العمل لا يعتبر مبررا لتضييع الصلاة. فاتق الله تعالى واجعل الصلاة على قائمة أولوياتك لا في آخرها. وعند جماهير أهل العلم، يجب الترتيب بين الصوات الفائتة وبينها وبين صلاة العشاء ما لم يضق وقت العشاء.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لقضاء فوائتنا ولتحقيق المحافظة على الصلاة في وقتها.
