يتمثل خلاف فقهاء المسلمين في تحديد ما إذا كانت أكلات مثل لحم الإبل تنقض الوضوء أم لا. رغم أن بعض المذاهب الفقهية تقول بأن تناول لحم الجمال لا يرفع حالة الطهارة، يشير آخرون إلى أحاديث نبوية تشجع على إجراء الوضوء بعد تناوله. سنناقش الآن الآراء المختلفة بشكل مفصل.
الحنفية, المالكيون, والشافعية يرونه غير مانعٍ للطهارة حسب أغلبية أقوال هؤلاء الفقهاء الذين يستندون إلى حديث جبريل حين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يمكن ترك الماء عندما تتلامس اليد بالنار. كما أنه طعام مباح تماماً كاللحوم الأخرى مما يعني عدم وجود سبب خاص للوضوء عقب تناوله. ولكن هناك وجهة نظر أقل شهرة تؤكد ضرورة الوضوء بناء على عدة آثار منها: "إن الغضب من الشيطان".
من ناحية أخرى يؤيد الحنابلة الاعتقاد بأن لحوم الجمال تعتبر نقضا للطهارة مستندين لأحاديث مختلفة تدعم دور المياه كمطفئة للنيران التي تحث على الغضب والتي قد تأتي نتيجة لتناول تلك النوعيات من الطعام وفق فهمهم للتفسير الروحي لهذه الأحكام. هذا التفريق بين الخيول والإبل مرتبط برؤية دينية عميقة للأدوار الاجتماعية والدينية لكل نوع من الحيوانات بحسب التعريف الديني الإسلامي لها.
بالنظر للشريعة الإسلامية كأساس، فإن العديد من الاحكام الشرعية تكون بدون شرح مباشر للعقل البشري للحكمة الواضحة خلفها. البعض يرى هذه القضية كذلك، معتمدين على عبارة "الله أعلم" باعتبار ان امتثالا لأوامر الاله ليس ملزم بمعرفة السر وراء القرار. وبالتالي، يتم تقديس الامتثال أكثر بكثير من البحث عن المنطق البشري المحض خلف كل فعل ديني.
وعلى الرغم من الاختلاف العلمي، يبقى الاتفاق العام ضمن المجال الاسلامي بشأن أهمية الانصياع والتقدير للسنة النبوية بغض النظر عن مدى فهمنا للحكمة المتضمنة داخل هذه التعليمات الخاصة بالتطهير الشخصي مثل الوضوء. إنها دعوة دائمة للاستمرار في الدراسات المستمرة والفهم المتطور لهذه العقيدة العميقة والمعقدة.
