في سطور هذا المقال، سنستعرض اسم النبوة الأكثر قدسية في الإسلام - سيدنا محمد - رسول الرحمة وخاتم الأنبياء. ليس فقط كونه الاسم الشخصي للنبي الكريم، ولكن أيضًا باعتباره رمزاً للبركة والإرشاد لكافة البشرية. سنتعمق أكثر في معنى كل حرف من أحرف اسمه الشريف وكيف تعكس هذه الأحرف خصاله العظيمة ومهام رسالته السماوية.
كان اسم "محمد" هدية من الله تعالى للنبي المصطفى قبل ولادته بفترة طويلة. يأتي هذا الاسم مكونا من جزأين رئيسيين هما "محمود" و"مد"، ومعناه المجيد هو "المحمود". تُشير خاصية "محمود" إلى إعلاء مكانة شخص ما وتقديره بسبب صفاته الحميدة والأفعال التي قام بها والتي تستحق الثناء والثواب. أما الجزء الثاني "مدّ"، فهو يشير إلى المدح المستمر والتكريم الدائم للمحمد. وبذلك فإنه يُعبّر عن مدح مستمر ودائم، وهذا يعكس مدى كمال قدره عند الرب سبحانه وتعالى وحقيقة أنه مكرم بشدة بين جميع خلق الله.
إن دراسة دلالات الحروف الفردية داخل اسمه الأعظم تحمل أيضاً معاني عميقة تقودنا لمعرفة المزيد حول شخصية نبينا العظيم. يبدأ حروف اسمه بالميم، وهو أحد الأصوات المؤنثة التي تشير غالبًا إلى الأمومة والعطف والحنان؛ مما يناسب الطبيعة الرؤوفة والمراعية لشؤون الآخرين لدى النبي صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين. تتبعها الهاء المتحركة، والتي تمثل بيانا واضحا عن هدايته وصلاح حاله وحسن سيرته أمام الناس كافة. وفي نهاية المطاف يأتي الدال المهموس الخفي، والذي يرمز للإتقان والمعرفة العميقة بما فيه الكفاية لحمل مسؤوليات الرسالة الإلهية وتحقيق العدالة والتوفيق فيما بين خلقه المتنوعين.
وبالتالي فإن جمع تلك الخصائص الحروفية يصل بنا لتكوين صورة شمولية لنبيه ختام الرسل، وذلك بموازاة معصوميته وفطنته الجوهرية وسخائه وعلاقاته الإنسانية الراسخة بالإضافة لإخلاصه وجهوده المبذولة لتحقيق رضا رب العالمين وجلب الخير والنفع للعالم أجمع خلال فترة وجوده القصيرة نسبياً مقارنة بقوة تأثير دعوته الواسعة الانتشار حتى يومنا الحالي وبعد مماته المباركة بإذن الله عز وجل.
وبهذه المناسبة نذكر بأن تعلمنا لأسمه العزيز وطرق كتابتها بشكل صحيح يعد جزء أساسى من احترام تقديس ذكراه المقدسة وإظهار الاحترام لما يحمله من قيم سامية ونبل أخلاقي غير مسبوق فى تاريخ الانسانيه اجمع. لذا ندعوا الجميع للحفاظ عليها وتعليمها للأجيال القادمة تنفيذاً لأوامر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث ورد ذكر ذلك ضمن الأدلة الشرعية المتعلقة بتعاليم دين الإسلام الحنيف.