الحمد لله الذي فضّل يوم عرفة على سائر الأيام، وجعل فيه من الفضائل ما يميزه عن غيره. يوم عرفة، التاسع من شهر ذي الحجة، هو يوم مبارك ومشهود، له فضائل عظيمة في الإسلام.

أولاً، من فضائل يوم عرفة أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، كما جاء في القرآن الكريم: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة: 3). هذا اليوم هو عيد لأهل الموقف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب" (رواه أهل السنن).

ثانياً، صيام يوم عرفة له فضل عظيم، حيث روى مسلم وغيره عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". هذا الفضل يشمل كفارة الذنوب والعتق من النار، كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة" (رواه مسلم).

ثالثاً، يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم، كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا، قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ" (الأعراف: 172-173).

رابعاً، يوم عرفة هو اليوم الذي أقسم الله به في القرآن الكريم، كما جاء في قوله تعالى: "والشفع والوتر" (الفجر: 3)، حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

خامساً، صيام يوم عرفة مستحب لغير الحاج، حيث روى مسلم وغيره عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده". أما الحاج فلا ينبغي له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك