الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإن عمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه كان أربعين سنة، كما اتفق عليه العلماء وأهل السير والتاريخ. روى الإمام أحمد والشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه الوحي وهو ابن أربعين سنة.

وقد حدد بعض العلماء تاريخًا محددًا لنزول الوحي، حيث يرجح أن ذلك كان في يوم الإثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلة، الموافق لـ 10 أغسطس سنة 610 ميلادية. وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يومًا، أي ما يقارب 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يومًا.

وتشير بعض الروايات إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين، وهي مدة فترة الوحي، حيث كان يعلمه الكلمة والشيء. ثم قرن بنبوته جبريل، فنزل القرآن على لسانة عشرين سنة، عشرًا بمكة وعشرًا بالمدينة. ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة.

والحكمة من نزول الوحي بعد أربعين سنة هي والله أعلم أنها مرحلة النضج وكمال العقل وحصول التجربة في الحياة ومعاملة الناس. كما قال القرطبي: "ففي الأربعين تناهي العقل".

والله أعلم بالصواب.