توحيد الربوبية هو أحد أركان التوحيد الأساسية في الإسلام، وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعاله وخصائصه التي لا يشاركه فيها أحد. وفقًا للتعريف اللغوي، الربوبية مشتقة من "رب"، والتي تعني المالك والسيد المطاع والمصلح. أما في الاصطلاح، فهو إفراد الله بأفعاله مثل الخلق والرزق والسيادة والإنعام والملك والتدبير المحكم والقضاء والقدر وغيرها.
أدلة توحيد الربوبية متعددة، منها الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: "خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم" (لقمان: 10-11). وقوله تعالى: "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" (الطور: 35). كما وردت أدلة من السنة النبوية، مثل حديث عبد الله بن الشخير ﵁ مرفوعا: "السيد الله ﵎".
أركان توحيد الربوبية تشمل الخلق والرزق والسيادة والتدبير المحكم والقضاء والقدر وغيرها من أفعال الله التي لا يشاركه فيها أحد. ضابط الشرك في توحيد الربوبية هو إهداء خصائص الربوبية لغير الله، سواء كان ذلك بإذنه أو بدون إذنه. هذا الشرك قد يتجلى في اعتقاد أن آلهة أخرى لها صفات الربوبية، مثل شفاعة آلهة العرب أو تصرف الأولياء على أنها كرامات موهوبة من عند الله.
يجب التمييز بين توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، حيث أن توحيد الأسماء والصفات يتعلق بإفراد الله بأسمائه وصفاته، بينما توحيد الربوبية يتعلق بأفعاله. ومع ذلك، هناك تداخل بينهما، حيث أن بعض الصفات الفعلية مثل الخلق والرزق يمكن أن تكون جزءًا من كلا النوعين من التوحيد.
في الختام، توحيد الربوبية هو أساس إيمان المسلم، وهو إفراد الله بأفعاله وخصائصه دون مشاركة أحد. يجب على المسلم أن يؤمن بهذه الأركان ويبتعد عن الشرك في الربوبية بإهداء خصائصها لغير الله.