يتضمن مفهوم "نواقض" الوضوء في الإسلام عدة عوامل تؤدي إلى فساد طهارة المسلم ووجوب إعادة الوضوء قبل أداء الصلاة وغيرها من العبادات ذات الطابع الروحي. هذه الأركان والأسباب تعتبر أمورًا ضرورية للفهم الدقيق للطهارة الإسلامية التي تعد أساس قبول الأعمال أمام الله سبحانه وتعالى. سوف نقوم بتناول كل ناقض بشكل مفصل مع الاستناد إلى النصوص الشرعية والفقهية المعروفة.
- خروج المذي: يُعرف المذي بأنه سائل أبيض رقيق يخرج بسبب الاحتلام أو التفكير الجنسي القوي لدى الرجال والنساء. خروجه يستدعي الوضوء لأنه دليل على التحريك الحسي للمني، مما يمكن أن يؤثر على حالة النقاء والطهارة. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها: «إذا ذرّ أحدكم فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا».
- الغائط والبراز: الغائط هو البول المطلق، بينما البراز يشير إلى الفضلات الصلبة الصادرة عن الجسم. كلاهما يعدان من نوادر الوضوء لأن هما يحملان نجاستين حقيقيتين تتطلبان تطهير الجسم تمامًا بإعادة الوضوء وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- النفاس والحَمل بعد الولادة: النفاس يعني فترة الدم التي تأتي عقب الولادة والتي تستمر لمدة ست وستين يومًا تقريبًا حسب أغلب أقوال الفقهاء المسلمين. كذلك حمل المرأة بعد ولادتها أيضًا يعتبر سببًا لفساد الوضوء نظرا لتغيرات جسم الأم خلال هذا الوقت بناءً على حديث أم عطية رضي الله عنها كما ذكر مسلم في صحيحه حين قالت: «كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يأمرنا إذا كُنّا حُيضاً، أن نتوضأ عند كلِّ صلاةٍ».
- الإغماء لفترة طويلة: إذا فقد الإنسان وعيه لإغماء شديد دام أكثر من نصف ساعة، فإنه يحتاج لأخذ وضوء جديد نظرًا لصعوبة معرفة حالته النفسانية والجسدية أثناء الهلاك. تجدر الإشارة هنا لنقل ابن عباس رضي الله عنهما قائلاً:"إن مات الرجل مغميًا أربعين يومًا لم تغسله ولا تحفره".
- الطمث (الحيض) للمرأة: فترة الحيض لها تأثير خاص حيث أنها توقفت فيها العديد من الفرائض مثل الصلاة والصيام لكن ليس الزواج والقراءة من القرآن الكريم إلا إن كانت المصاحف متاحاً للاستخدام بدون لمس مباشرة باليدين. عندما تنقطع دورة الحيض للمرأة تقوم بغسل نفسها وتستأنف جميع أعمالها الأخرى بما فيها الغسل والتطهير المنتظم باستخدام الماء والصابون ثم تبدأ بوثيقة جديدة لكل خمس صلوات بديلة للأوقات القديمة الضائعة.
هذه بعض المواقف الرئيسية المرتبطة بنواقي الوضوء كما فهمت عبر مختلف التعاليم والمعارف القانونية لمسلمين عبر التاريخ الإسلامي القديم والمعاصر استنادا للنصوص القرآنية والنبوية الثابتة الصحة والموثوق بها .