يعتبر الوعد جزءاً أساسياً من العلاقات الإنسانية، سواء كانت علاقات شخصية أم رسمية. وفي الإسلام، يكتسب الوعد قيمة خاصة وذات أهمية كبيرة. يعد النقض أو الإخلال بالوعد ليس فقط خرقاً لوعود الفرد الشخصية، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى كسر الثقة بين الناس والتأثير السلبي على المجتمع بشكل عام. هذا الأمر يأخذ طابعا أكثر حدة عندما يتم الحديث عن الوعود المتعلقة بالأمانة والمواثيق الدينية وغيرها من العهود التي تقع ضمن نطاق الشريعة الإسلامية.

في الفقه الإسلامي، يُعتبر عدم الوفاء بالوعود نوعاً من أنواع الغدر والخيانة. النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول "من غدر فليس منا"، مما يشير إلى مدى خطورة هذا العمل. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الصدق والوفاء بالعهود. مثلاً، قال تعالى في سورة الفرقان (آية 62): "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ". هذه الآية تشدد على الأهمية القصوى لأداء الواجبات المشروعة والمحافظة عليها.

بالإضافة لذلك، فإن للشخص الحق بناءً على القانون الوضعي والعرف الاجتماعي للحصول على تعويضات بسبب الضرر الناجم عن الإخلال بوعد ما. ولكن في ضوء الدين الإسلامي، يمكن النظر إلى الإصلاح الحقيقي للأخطاء بأنه يكمن في التصحيح القلبي قبل كل شيء، وذلك عبر الاعتذار والإصلاح الفعلي للوضع إن أمكن ذلك.

وبالتالي، فإن احترام الوعد ليس مجرد ممارسة أخلاقية جيدة فقط، بل هو واجب ديني ومجتمعي مؤكد. فهو يساهم في بناء مجتمع قائم على الثقة والأمانة، وهو أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والاستقامة الاجتماعية.