- صاحب المنشور: بشرى الحساني
ملخص النقاش:
### ملخص النقاش:
يتناول هذا الحوار جوهر المناقشة حول طبيعة التاريخ وكيفية التعامل معه كرياد للتراث البشري. يُبرز المتحدثون أهمية النظر إلى التاريخ ككيان حي وليس مجرد مجموعة ثابتة من الوقائع. يشجع الجميع على تبني نهج نقدي وتحليلي عند دراسة الحدث التاريخي، مؤكدين على قدرته على الانعطاف والتطور مع تقدم الزمن واتساع الفكر البشري.
بدأت بديعة العياشي بتذكير زملائها بأن التاريخ ليس مجرد سرد للأحداث، ولكنه أيضاً مرآة تعكس تقلّبات الإنسان الاجتماعية والمعرفية طوال الأعوام. فهو يأخذ شكل مختلف لكل مجتمع وفق ثقافته وعصرِه الحالي. بهذا السياق، تعد دعوات الاستقصاء التفصيلي والتفكير النقدي إضافة هامة للحفاظ على روح العلم وصحة التأويلات.
وأضاف حامد المقراني تأكيده لهذه الرؤية، موضحًا كيف أن اعتبار التاريخ سلطة مطلقة يخنع الإمكانات المعرفية للإنسان ويتجاهل القدرة البشرية على التفسير المتجدِّد للنصِّ التاريخي. ومن هنا، تدعو التجربة العملية لبذل المزيد من العمل التحليلي وإطلاق العنان للفكر المُستكشف نحو مجهول مجهود الرجال السابقين لنا.
ثم جاء دور شيرين الصقلي ليؤكد أنه بدون استخدام المنطق الناقد، ستقع الدراسات التاريخية فريسة للافتراضات المسبقة والثابتة والتي لن تساعدنا في معرفة الطابع الحقيقي لصراع تلك الفترات القديمة. إنها تدعو لقراءات عميقة مُتبِعة بصورة منهجية تعتمد على توثيق مصادر متنوعة تتخطَّى حدود التقليد الجامد.
وفي المقابل، ذكر ايمن العروسي أنه رغم أهمية الانفتاح على الآفاق الجديدة, إلا انه يوجد هناك كتاب تاريخ مقبول عالمياً والذي ثبت صدقه بمراجعة العديد من الاصدارات الأخرى عنه. وهكذا يدافع ضد تجاوز حدود الاحترام الواجب للأسس المجمع عليها بينما يجازف البعض باتخاذ موقف مثير للسخرية إذا ما أفرطوا في الإنكار لطائفة واسعة من بيانات شهيرة مسبوقة بالمصادقية.
وأخيراً، أعادت الجميلة العياشي طرح الحل الأنجع وهي الموازنة بين احترامان للدراسات التاريخية وبين حالة اليقظة اللازمة لاتاحة الفرصة لسماع الأصوات الحديثة داخل ذاكرة العالم القديم مما يسمح برؤية شاملة دقيقة لحقب بعيدة لكنها ما تزال قادرة يومئد على تقديم رسائل ذات ارتباط مباشر بالحاضر وآمال المستقبل.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات