الحمد لله رب العالمين، ونستعين به سبحانه لنطلب منه الرحمة والتيسير في هذه اللحظات المهمة من حياة كل أم. أدعوكم اليوم إلى التفكر في بعض الأدعية النبوية الشريفة التي يمكن للأمهات المقبلات على مرحلة الولادة الصعبة الاستعانة بها لطلب العون الإلهي وتسهيل عملية الوضع بإذن الله. هذه الدعوات ليست فقط كلمات، بل هي دعوة صادقة للتواصل مع الخالق عز وجل، طلباً للعون والحماية خلال هذا الوقت الحرج.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت إحدىكن حاملاً فلتقرأ {قل هو الله أحد} و{الم} فإنها تبعد عنهما البلايا" [رواه الترمذي]. تُعتبر آيات القرآن الكريم عاملاً فعالاً في طرد الشرور وتحقيق البركات، كما أنها وسيلة قوية للحفاظ على سلامة الأم والجنين أثناء فترة الحمل وبعده أيضاً.
ومن الأحاديث الأخرى الواردة بهذا السياق ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعوذ بالله مرتين وثلاثا عند دخول الباب لم يدخل شيطان حتى يخرج". وهذا التشديد على أهمية اللجوء إلى الله لحفظ النفس والمكان ليس إلّا تأكيداً على ضرورة استمرارية التدين والإيمان مهما اختلف الفعل وسننه.
كما رويت حديثٌ آخر يقول: "اللهم إني أسألك باسمك الأعظم...أن تجنبّيني شرّ مالك وخزنة جهنم وأن ترزقني ذرية صالحة"، وهو دليل واضح على كيفية الجمع بين الطلبات الشخصية والشاملة عند الدُّعاء. وفي نفس السياق، ينصح بأن تتلو المرأة المتزوجة حديث النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه يومياً قبل النوم والذي يقول: "بسمِ اللهِ الذي لا يضرُ مع اسمِه شيئٌ في الأرض ولا في السماء وهو السَّميعُ العليم ثلاثَ مرات فهو خير لي مما أجمعوا ".
بالإضافة للقرآن والسنة النبوية، هناك العديد من الادعية الخاصة والتي قد تساعد بشكل كبير مثل: "اللهم اكشف عني البلاء بنورك الواسع وكرمك الجسيم وبقدرتك يا كريم يا رحيم"، وكذلك "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم". إنها جميعاً دلائل واضحة على قوة الحديث والموعظة القرآنية عندما تأتي كتعبير صادق عن القلوب المؤمنة الراغبة بتوفيق الرب جل وعلا.
ختاماً، احرص دوماً عزيزتي الأم المستقبلية، على التحلي بالإيجابية والأمل والثقة بالنفس ولكن لا تغفل جانباً هاماً يتمثل باستمرار التواصل الروحي والعاطفي عبر اللجوء للإله الواحد القادر على تحقق الرغبات وحفظ النفوس بلا شكٍ. وفقك الله لكل الخير والصلاح دائماً وأبداً.