الطيبون للطيبات: تفسير آية كريمة من سورة المؤمنون

يُشير تفسير قوله تعالى "الطيبون للطيبات" في سورة المؤمنون (23:51) إلى مجموعة من المعاني العميقة التي تتعلق بالعبادات والطاعات. يرى العلماء أن هذه الآي

يُشير تفسير قوله تعالى "الطيبون للطيبات" في سورة المؤمنون (23:51) إلى مجموعة من المعاني العميقة التي تتعلق بالعبادات والطاعات. يرى العلماء أن هذه الآية تشير إلى أن الأنبياء والرسل، الذين هم الطيبون، يأمرون بالطيبات، أي الأفعال الصالحة والحلال. هذا التوجيه يشمل الأكل من الطيبات، أي الأطعمة الحلال، والعمل الصالح، وهو ما يمثل جوهر رسالة الأنبياء.

يؤكد ابن كثير في تفسيره لهذه الآية على أن الحلال هو عون على العمل الصالح، وأن الأنبياء قدوة في هذا المجال. فقد روى عن أم عبد الله بنت شداد بن أوس أنها بعثت إلى النبي ﷺ بقدح لبن عند فطره وهو صائم، فرد إليها الرسول قائلاً: "بذلك أمرت الرسل. أن لا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا". كما روى مسلم عن أبي هريرة ﷺ أن النبي قال: "يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً ... وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ".

وتشير الآية أيضاً إلى أن المداومة على الأكل من الطيبات التي أحلها الله لها أثراً في مواظبة الإنسان على العمل الصالح. كما تحذر الآية من مخالفة ما أمر به الله، حيث يقول تعالى: "إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ".

وفي نهاية المطاف، تؤكد الآية على أن شريعة الأنبياء هي شريعة واحدة، وهي شريعة الإسلام التي جاء بها النبي محمد ﷺ.


عاشق العلم

18896 Blogg inlägg

Kommentarer