الأم هي نعمة عظيمة وهبة مباركة من الله سبحانه وتعالى. في الإسلام، تحتل مكانة سامية في قلب كل مسلم، ومنذ بداية الدعوة الإسلامية، أكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على أهميتها وفضائلها العظيمة. وفي هذا السياق، دعونا نتعمق أكثر في بعض الأحاديث النبوية التي تؤكد على أدب الرحمة وأخلاق الحنو تجاه الأمهات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات" (رواه الترمذي). هذه القصة الشريفة تعكس الاحترام العميق الذي يُوجَّه للأمومة في الإسلام. فكما الجنة تقع تحتهم دلالةً على ارتفاع منزلتها ومكانتها عند الله عز وجل وعلى ضرورة الإحسان إليهن وطاعتهن والإكثار من برِّهما واحترامهما ورعايتهما وكريم التعامل معهما قدر المستطاع. إن رضا الأم هو مفتاح الفرج والسعادة الدنيوية والأخروية كما جاء بذلك الحديث الصحيح المتفق عليه بين علماء المسلمين.
ومن الأحاديث الأخرى المعروفة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» (رواه البخاري ومسلم). يؤكد هذا الحديث مرة أخرى على المكانة الرفيعة للمرأة المسلمة الصالحة بشكل عام وللمرأة الأم خصوصا وذلك لما قد تحملونه من مسؤوليات كبيرة داخل المنزل والمجتمع بالإضافة إلى تأثيرها الروحي والنفسى الكبير فى حياة أبنائها وبناتها وزوجات أبنائهم وغير ذلك الكثير مما يندرج ضمن إطار الحياة الاجتماعية الممتدة خارج حدود البيت الواحد فقط. لذلك فهو يحث جميع أفراد الأسرة بما فيها الآباء والشباب والشيوخ للحفاظ عليها والعناية بها وحسن مصاحبتهم لها وإدخال السرور على قلوبهم دائماً.
وفي حديث آخر رواه ابن عباس -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«إن الرجل ليُحرَم الرزق بإساءة الخُلق». فسألناه: يا رسولَ الله! وإن المرء يُنكَح لإحسانه؟ فقال: «نعم، وإن الإنسان ليتحدث بالحديث يضحك مستمعوه فلا يزال مقيمٌ فيه حتى يقذف فيه النار». ثم قرأ آية من سورة قاف وهي قوله تعالى:"إِنَّ كِلاَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَعْقُودٌ". وهذه الآية تصف المصير المخيف لأصحاب الضلال الذين يتعاملون بسوء خلق ويجهلون فضائل طاعة الوالدين وفعل المعروف تجاههما وكذلك تجاه الآخرين عموما. إنها رسالة واضحة لكل فرد بأن حسن خلقه يدفع رزقا له وقد يصيب خير الدنيا والآخرة بينما سوء عشره يعوق عنه الخير وليكون عبرة لمن اعتبر فعلا بحكمة وتأملاً غير سطحيين للواقع المحيط بنا ولكنه واقع مؤثر جدا لحاضر الغد الزاهر لنا ونحن نحقق رؤية مجتمع مهتم بالأعمال الصالحات وبالسلوك الفاضل المؤدي إليها.
ختاما، فإن الأدوار المحورية للأمهات تستحق التأمل والتقدير والاحترام المستمر بناءً على تلك النصوص الشرعية الثابتة التي تنظم علاقتنا الإنسانية بطريقة فريدة تجمع بين الدين والحياة العملية اليومية للسلوك المثالي المبني أساساً على الأخلاق الحميدة والقيم النابعة مباشرة من العقيدة الاسلامية السمحاء والتي كانت ولا تزال مصدر إلهام لكافة المجتمعات المتحضرة منذ نزولا الأولى وستستمر كذلك مدى الدهر إن شاء الله تعالى جل وعلا ذو المنّ والجود والكرم والبقاء الدائم حمداً وصلاة على سيد البشر أجمعين محمّدٍ الهاشمي الهاشمي نور الدين وسيد المرسلين المنتجب أبي الفضل عبد الله بن عبد المطلب المصطفى آدم خليل الرحمن من آل بيت نبيّه وشقيقة لو لم يكن إلا أمر العامّة بشفاء مرضاهم ودفن موتاهم لجاز لكن خاصيته تفوق الوصف فعليه صلوات رب العالمین .