يعدّ الإدغام أحد القواعد المهمّة في علم النحو العربي التي تُنظّم طريقة نطق الحروف عند اجتماعها مع بعضها البعض. ويعرّف بأنه إخفاء حرفٍ متحركٍ بحرف ساكن قريب منه وذلك بمزج صوتيهما وتلاشي أحدهما لصوت الآخر. يشير هذا المصطلح إلى عملية دمج صوتين متتاليين ليصبحا بصوت واحد مشترك بينهما. يعتبر الإدغام نوعاً من الأنواع السبعة لالتقاء الأحرف المتحركة والتي تشمل أيضاً الاكتساب والإظهار والإقلاب والتوسط والشدة والإشباع.
في اللغة العربية الفصحى، يمكن مشاهدة ظاهرة الإدغام بشكل واضح ومتكرر خاصةً في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والمواقف اليومية للإلقاء والنصوص الأدبية. مثال على ذلك: "الم" في بداية سورة البقرة حيث يتم ادغام همزة "الم" في ميم الاسم "البقرة". ومن الأمثلة الأخرى إدغام لام "لَذَلِكُم" في ذال اسم الفاعل "ذلكم"، وكذلك إدغام باء "بِالْأَرْض" في اللام الأولى لكلمة "بالأرض".
هذه العمليات الصوتية جزء أساسي من جمال وفخامة اللغة العربية، وهي تساهم في جعل القراءة أكثر انسيابية وسهولة للمبتدئين وفي الوقت نفسه تقدير ورعاية للباحثين المتعمقين الذين يرغبون بفهم عميق لحقيقة هذه الظاهرة الجمالية الرائعة.