عقوق الوالدين: جريمة كبيرة في الإسلام

عقوق الوالدين من أكبر الكبائر في الإسلام، وهو جريمة خطيرة تقع في مرتبة عالية من الخطورة بعد الشرك بالله. فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين عقوق الو

عقوق الوالدين من أكبر الكبائر في الإسلام، وهو جريمة خطيرة تقع في مرتبة عالية من الخطورة بعد الشرك بالله. فقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين عقوق الوالدين والشرك في حديثه الشريف: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور". (متفق عليه)

إن عقوق الوالدين يشمل كل ما يؤذيهم أو يسبب لهم الضيق أو الألم، سواء كان ذلك بالقول أو الفعل. وقد حذرنا الله تعالى من عقوق الوالدين في القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الإسراء: 23).

كما أمرنا الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين حتى لو أساءوا إلينا، فقال سبحانه: "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا" (لقمان: 15).

إن بر الوالدين واجب على الإطلاق، ولا يجوز بحال من الأحوال أن نقابل شدتهما بشدة، أو تعنيفهما بتعنيف. بل يجب علينا أن نتحلى بالصبر والرحمة، ونحاول تجنب المواقف التي تثير غضبهم. كما يجب علينا أن نذكر أنفسنا بالنصوص الشرعية التي تحث على بر الوالدين، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "رضى الرب في رضى الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين". (رواه الترمذي والحاكم)

وفي النهاية، يجب علينا أن نتوب إلى الله تعالى من أي عقوق سبق منا، وأن نبدأ من الآن في برهما والإحسان إليهما. فبر الوالدين بابان إلى الجنة، ولا يجوز أن نفرط فيهما. نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته.


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer