ولد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في عام 601 ميلادي في مكة المكرمة، وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأحد أقرب عشر رجال إليه. بعد اعتناق الرسول للإسلام، كان علي أول شخص يدخل الدين الجديد ويتبناه. هذا العهد المبكر له مع النبوة ساهم بشكل كبير في تشكيل عقيدته ودوره المستقبلي ضمن المجتمع المسلم الناشئ.
كان لعلي دوراً محورياً خلال فترات مهمة في تاريخ الإسلام. فقد شهد الهجرة إلى المدينة المنورة وشارك فيها، وكان أحد الستة الذين كتبوا القرآن الكريم أثناء خلافته الأربعة الراشدين. بالإضافة إلى ذلك، شارك في العديد من الغزوات الهامة مثل غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة خيبر وغيرها الكثير.
بعد وفاة عمر بن الخطاب، تم اختيار علي بخمسمائة صوت ليصبح رابع خلفاء المسلمين الراشدين، حيث حكم لمدة خمس سنوات قبل اغتياله سنة 40 هـ/661 م. رغم فترة حكمه القصيرة نسبياً، إلا أنه ترك بصمة واضحة عبر إصلاحاته الداخلية والخارجية للدولة الإسلامية آنذاك.
أبرزت قصته قوة الصداقة والحكمة والاستعداد للتضحية بالنفس رغم كل الصعوبات التي واجهها طوال حياته. لقد كانت رحلته تجسيداً حقيقياً لالتزام المرء بالقيم الدينية والأخلاقية حتى نهاية الطريق. إن ذكرى علي بن أبي طالب ستظل دائماً رمزاً للأصالة والإخلاص للمبادئ الدينية والقومية.