تُعد قصة زواج موسى عليه السلام من ابنة شعيب عليه السلام واحدة من أبرز القصص في القرآن الكريم، والتي تُظهر جوانب مختلفة من حياة النبي موسى عليه السلام. بعد أن فر موسى من مصر هربًا من فرعون وجيشه، توجه إلى أرض مدين حيث التقى بشعيب عليه السلام، الذي كان راعيًا للغنم.
عندما وصل موسى إلى ماء مدين، وجد مجموعة من الناس يسقون غنمهم، ومن بينهم امرأتان تذودان عن غنمهما. سأل موسى عن حالهما، فأخبرته أنهما لا تستطيعان سقي غنمهما حتى ينتهي الرعاة الآخرون من سقي غنمهم، وأن أباها شيخ كبير. فقرر موسى مساعدتهما وسقى لهما الغنم.
بعد أن انتهى موسى من سقي الغنم، توجه إلى ظل قريب ليستريح. وفي تلك اللحظة، نادته إحدى الفتاتين قائلة: "إن أبي يدعوك ليشكرك على ما فعلت لنا". عندما وصل موسى إلى شعيب، أخبره شعيب بقصة موسى وكيف أنقذ ابنتيه من العطش. ثم طلب شعيب من موسى أن يتزوج إحداهما، وعرض عليه أن يعمل لديه لمدة ثماني سنوات مقابل ذلك. وافق موسى على العرض، وبدأ فترة عمله لدى شعيب.
هذه القصة تُظهر كيف أن موسى عليه السلام كان رجلاً قوياً وأميناً، مما جعل شعيب يختاره ليكون زوجاً لإحدى بناته. كما تُظهر القصة رعاية الله لموسى عليه السلام وحمايته له، حيث أعده لهذه المهمة الكبيرة التي تنتظره، وهي حمل رسالة الله إلى بني إسرائيل.
هذه القصة تُعتبر مثالاً رائعاً على كيف يمكن للعمل والتفاني أن يؤدي إلى زواج ناجح ومبارك، كما أنها تُظهر فضائل الصدق والأمانة التي يجب أن يتمتع بها الرجل ليكون زوجاً صالحاً.
