الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تعد السنن الرواتب من أهم أركان العبادة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ. وقد اختلف العلماء في عدد ركعات السنن الرواتب بناءً على اختلاف الأحاديث الواردة في هذا الشأن.
وفقًا لحديث عبد الله بن عمر ﵄، الذي رواه الترمذي (٤٣٣) وصححه، فإن عدد السنن الرواتب هو عشر ركعات: ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. وهذا الرأي هو المعتمد عند الحنابلة.
ومن جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن عدد السنن الرواتب هو اثنتا عشرة ركعة، وذلك بناءً على حديث عائشة وأم حبيبة ﵂ اللذين رويا أن النبي ﷺ كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر. وهذا الرأي هو قول الشافعي، كما عزاه إليه ابن قدامة في المغني.
كما ذهب بعض العلماء إلى أن عدد السنن الرواتب هو أربع عشرة ركعة، وذلك بإضافة أربع ركعات قبل العصر إلى العشر المذكورة في حديث ابن عمر. وهذا الرأي هو قول أبي الخطاب من الحنابلة.
ومن الجدير بالذكر أن كل هذه السنن الرواتب هي سنة مؤكدة، ولا ينبغي أن ينقص عن الركعات العشر الواردة في حديث ابن عمر. فمن صلى ثنتي عشرة ركعة لكان زيادة خير، ومن زاد على ذلك فهي زيادة خير أيضًا.
وفيما يتعلق بقضاء السنن الرواتب، فإن الراجح أن من فاتته سنة من هذه السنن فإنه يقضيها. فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر بعد العصر، وأقر على قضاء سنة الصبح بعدها، وقضى سنة الصبح مع الفريضة.
وفي الختام، فإن السنن الرواتب هي جزء مهم من العبادة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ. وعلى المسلم أن يسعى لادائها قدر استطاعته، مع العلم بأن كل زيادة خير في هذا المجال.
