توحيد الربوبية: أساس الإيمان والفطرة الإنسانية

توحيد الربوبية هو الاعتقاد الراسخ بأن الله -تعالى- هو خالق الكون وتديبه، أنه الرب والمالك المطلق لكل شيء. هذا النوع من التوحيد يشير إلى إقرار واضح بأن

توحيد الربوبية هو الاعتقاد الراسخ بأن الله -تعالى- هو خالق الكون وتديبه، أنه الرب والمالك المطلق لكل شيء. هذا النوع من التوحيد يشير إلى إقرار واضح بأن الله وحده هو المتحكم في شؤون العالم، بدون مشاركة من أي مخلوق أو قوة أخرى. فهو مصدر الوجود والحياة، والقادر على رفع الدرجات وفق مشيئته.

في الإسلام، يعد توحيد الربوبية الجزء الأول والأساسي من أصول الإيمان الثلاث الرئيسية. فهو يدعونا للاعتراف بقدرة الله على الخلق والإدارة، مما يقودنا إلى إيمان أصيل به سبحانه وتعالى. عندما نقر بحقيقة أن الله هو الخالق المدبر، فإن ذلك يحتم علينا أيضًا تقديس الخالق وعدم تشريكه بأي شكل من الأشكال.

الأهمية القصوى لتوحيد الربوبية تكمن في أنها تعكس طبيعة الإنسان والفطرة البشرية نفسها. نحن نشهد يوميًا أدلة واضحة على وجود صانع عظيم لهذه الكون الواسع. عند اعتراف المرء بربوبيّة الله، يستطيع فهم غايات الحياة وفهم دور البشر فيها بشكل أفضل. إنها خط الدفاع الأول ضد الشرك والتعلق بالمعبودات الأخرى، لأنها ترسخ قيمة التوحيد البيّن لله وحده.

لسوء الحظ، قد يسلك البعض طرقًا منحرفة تجاه هذه الفكرة البديهية. هؤلاء الذين ينكرون بوحدانية الله ويتجاهلون دليل وجوده هم في حالة بائسة بالفعل. كما يمكن أن نجد من يشكك ببعض الصفات الغيبية لله مثل القدرة على محيي الموتى أو التصرف حسب مشيئة عباده. لكن أكثر الأنواع شيوعًا للشرك تتمثل في نسبة صفة التدبير والعناية بخالق ثانٍ إلى جانب الله عز وجل. وهذا الخلط خطر للغاية لأنه يغفل جوهر الرسالة الإسلامية التي تنادي بالتوجه نحو واحد فقط مهما كانت الظروف.

ختامًا، توحيد الربوبية ليس مجرد اعتقاد عقائدي؛ بل هو مفتاح لفهم عالمنا ومعنى وجودنا. إنه دعوة للاستقامة والاستقامة في طريق الحق والخير والصلاح. وعلى المسلمين خاصةً أن يدركوا مكانته وحاجتنا المستمرة لإعادة تقرير هذا الفرض المقدس للحفاظ على قيم ديننا وعقيدتنا السمحة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات