في رحاب الرسالة المحمدية البيضاء تتألق كلمات الجمال والأخلاق الفاضلة التي حملها خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الصفات النبيلة تعكس جوهر رسالته العظيمة وتضيء درب المؤمنين نحو الطريق المستقيم. كان لسيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- تأثير عميق في حياة كل مسلم وعربي وفارس، بل وعلى الإنسانية جمعاء.
لقد جاء النبي الكريم بتعاليم سامية أبقت الناس على نهج الهداية والثبات، فكان مثالاً يحتذى به في جميع جوانب الحياة. لم تكن أخلاقه وشمائله مجرد نموذج متبع فقط؛ بل كانت دعوة حقيقية لعبادة واحدة خالصة لله سبحانه وتعالى. إن ما يميزه حقا هو تواضعه الشديد رغم عظم مكانته عند ربه ومستوى رفعة منزلته لدى خلقه.
كما ترك لنا هديه القويم مواقف مشرقة تؤكد حرصه الدائم على تقديم الخير ونشر العدالة والسلم بين المجتمعات المختلفة. ومن أشهر معجزاته المعروفة قدرته الخارقة في معرفة الأمور الغيبية والتي أكسبت صدق صدق وحييته الإلهية ثقة الجميع فيه وفي كلماته الأنبياء السابقون الذين بشر بهم مجيئه للعالمين.
إن فهم شخصية سيد البشر بشكل صحيح يقودنا لاستيعاب طبيعة رسالته بدقة واتباع خطواتها بإخلاص. فعلى الرغم مما ابتلوا به من مصاعب ومعاناة أثناء فترة البعثة إلا أنه ظل ثابتاً غير زائل أمام تحديات الزمان والمكان، وهو دليل علماني حي يشهد لعظمة منهجه وسداد دينه الحق الواحد. إنه نور يسطع عبر التاريخ وهو مصدر إلهام لكل مسلمين وثقافات مختلفة حول العالم حتى يوم الدين.