ذو النون المصري، المعروف أيضًا باسم نبي الله يونس عليه السلام، شخصية بارزة في العديد من الديانات العالم الرئيسية بما فيها الإسلام والمسيحية واليهودية. يعتبر شخصية مركزية للغاية بسبب دوره المتميز في كتابات الأنبياء وأحاديث رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. يشير اسم "ذو النون" إلى يونس بن متى، وهو أحد أبناء سبط إسرائيل حسب الكتاب المقدس اليهودي والمسيحي. ومع ذلك، فإن الاسم الأكثر شهرة له يأتي من القرآن الكريم، حيث يُعرف باسم "نبي الله يونس".
في الثقافة الإسلامية، رواية قصة يونس هي جزء أساسي من العقيدة. وفقًا للقرآن، كان يونس مرسلًا من الله ليدعو أهل مدينة نينوى إلى عبادة الواحد الأحد وتجنب الشرك. عندما رفضوا دعوته، غضب يونس وترك مدينتهم هارباً. لكنه بعد ذلك وجد نفسه وسط بحر عاصف، فدعى ربه طلباً للمساعدة. هنا تحدثت الرحمة الإلهية؛ فقد لفّ طوماراً ونام فيه ثم ابتلعته حوت عملاق. خلال فترة وجوده داخل الحوت، تاب يونس وعاد إلى رشده. وبعد ثلاثة أيام ظهر مرة أخرى بخير وسليم، ليواصل مهمته الدعائية بنجاح هذه المرة. هذه القصة تحمل دروسا قيمة حول الصبر والتوبة والعلم بأن رحمة الله واسعة.
خارج السياق الديني، يمكن اعتبار شخصية يونس رمزًا للتسامح والدعوة للأحسن حتى وإن كانت الاستجابة سلبية أوليًا. تشدد قصته على أهمية الثبات والصمود أمام المصاعب والحفاظ على إيمان الراسخ مهما بدت الظروف ميؤوس منها. وبالتالي، يبقى يونس مصدر إلهام للإنسانية جمعاء وليس فقط لأتباع الدين الإسلامي.