في رحلة الحياة المباركة التي نمر بها جميعاً، هناك لحظات فريدة تحمل بين طياتها تحديات خاصة لكل أم مستقبلية. واحدة من هذه اللحظات هي عملية الولادة، والتي رغم أنها قد تكون مليئة بالقلق والخوف لدى العديد من النساء، إلا أنها أيضًا وقت يشهد فيه الإيمان والقوة الروحية أهميتهما القصويان. إن الأدعية والتلاوات القرآنية التي تعكس الرحمة والرعاية الإلهية توفر ملاذًا روحياً للأمهات أثناء هذا الوقت العصيب.
الأية الأولى التي تذكر غالباً عند الحديث عن تسهيل الولادة هي "وَحَمْلُهُ وَفِطْرُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً". هذه الآية تشجع الأب والأم على الصبر والتحمل خلال فترة الحمل الطويلة وتركتيع الطفل بعد ولادته. كما تؤكد على رعاية الله الدائمة وحمايته للطفل قبل وبعد الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم الاستعانة بالأية التالية: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُمْ وَإِنَّا لَعَلَيْهِم بَلَغُون"، مما يوفر لها الشعور بالأمان بأن الله سوف يدعمها ويختار الوقت المناسب للولادة.
كما يعد سورة الفلق وسورة الناس جزءاً أساسياً من التراث الإسلامي فيما يتعلق بصحة الأم وجنينها. فقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر الصحابي عبد الرحمن بن أبي ليلى باستخدام تلك السورتين لصلاة الليل، يوحي بإمكانيتها في تحقيق السلام والاستقرار النفسي والجسدي. لذلك، يستحب قراءة هاتين السورتين بشكل متكرر للحصول على البركات والإرشادات الروحية اللازمة خلال مرحلة الولادة.
وبالإضافة إلى هذه النصوص القرآنية الهامة، هنالك أدعية محددة ترتبط مباشرة بتسهيل العملية الجراحية للولادة الطبيعية أو القيصرية. الدعاء الشهير هو دعاء النبي يوسف عليه السلام: "(...رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تُوبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)". وهذا يعطي الرسالة القوية بأنه حتى الأعظم منهم كالنبي يوسف طلبوا المغفرة والتوفيق من رب العالمين.
وفي النهاية، يجب التأكيد أنه بينما تقدم الأدعية والنصوص القرآنية الراحة النفسية والدعم الروحي، فإن زيارة الطبيب واتباع تعليماته الصحية ضرورية أيضا. فالاستشارة الطبية مع المتخصصين مهم جداً للحفاظ على الصحة العامة لكلاً من الأم والجنين خلال كل مراحل الحمل والولادة.