في رحلة الإنسان عبر الزمن، هناك حدثان بارزان يُعتبران بداية نهاية العالم كما ورد في التعاليم الإسلامية؛ هما علامات الساعة الكبرى والصغرى. هذه العلامات تتراوح بين الأحداث الجلية والظواهر الغامضة التي يعتقد المسلمون أنها مقدمة لما سيأتي. سوف نستعرض هنا بعض هذه العلامات مع التركيز على التفسيرات الفقهية والشروح الدينية لها.
تبدأ قائمة العلامات الصغرى بسلسلة من الظواهر الاجتماعية والثقافية مثل انتشار العلم والمعرفة بشكل واسع، وظهور الشبهات والمذاهب المختلفة. هذا يعكس زيادة الوعي والتطور المعرفي للإنسانية، وهو ما قد يستخدم كإشارة إلى قرب نهاية الفترة التاريخية المعروفة حاليًا. بالإضافة إلى ذلك، تشير العديد من الروايات إلى ظهور عدة أشياء غير عادية قبل يوم القيامة، منها خروج الدجال وانتشار الرشا والدعارة بصورة ملحوظة، مما يعني انحدار الأخلاق والقيم المجتمعية.
ومن أهم علامات الساعة الكبرى هو نزول عيسى عليه السلام لإنهاء الحكم الظالم وقتل الخنزير الأكبر ("الدجال"). كما يتم ذكر فتح بيت المقدس واستعادة الأرض الفلسطينية للمسلمين كجزء مهم من توقعات النهاية أيضًا. أما بالنسبة للخوارق الطبيعية، فتعتبر الشمس ستغرب من الشرق أحد أكثر الإشارات إثارةً وتوقعاً للأزمة الأخيرة. كل تلك الأمور ليست مجرد أساطير ولكنها جزء حيوي ومفصل من العقيدة الإسلامية، تم شرحها وتفسيرها بدقة بواسطة علماء الدين عبر التاريخ.
تذكر النصوص القرآنية والسنة النبوية أنه ينبغي للمؤمنين التحضير لهذه الأوقات الصعبة بالاستعداد النفسي والمعرفي والأخلاقي. إن فهم طبيعة وبنية عالمنا وفق منظور ديني يمكن أن يساعد الأفراد والجماعات على وضع استراتيجيات للعيش والبقاء وسط اضطراب محتمل. لذلك، بينما نستمر في دراسة ودراسة هذه العلامات، يجب علينا أيضا العمل نحو بناء مجتمع أكثر عدلا وأمانا، لأن هذا ليس فقط واجبا دينيا ولكنه أيضا حق لكل البشرية.
