سبب نزول سورة عبس: عتاب الله لنبيه محمد ﷺ بسبب إعراضه عن الأعمى

نزلت سورة عبس في النبي محمد ﷺ، كما أكد ذلك العديد من المفسرين، وذلك بسبب إعراضه عن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم عندما جاءه يسترشده. كان النبي ﷺ مشغولاً

نزلت سورة عبس في النبي محمد ﷺ، كما أكد ذلك العديد من المفسرين، وذلك بسبب إعراضه عن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم عندما جاءه يسترشده. كان النبي ﷺ مشغولاً بدعوة زعماء قريش إلى الإسلام، فلم يولي الأعمى الاهتمام الكافي. وفي هذا السياق، عاتب الله تعالى نبيه في هذه السورة، حيث يقول تعالى: "عبس وتولى أن جاءه الأعمى" (عبس: 1).

وقد روى الترمذي ومالك في موطئه وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: "أنزل [عبس وتولى] في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول أترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، ففي هذا أنزل".

ويوضح المفسرون أن النبي ﷺ بشر يجوز في حقه كل الصفات البشرية التي لا تقتضي نقصاً، وقد عبس في وجه الأعمى عبد الله بن أم مكتوم حين جاءه يسترشده. وفي هذا السياق، عاتب الله تعالى نبيه في سورة عبس، ولكن هذا العتاب لا ينافي كمال خلقه ﷺ، فقد عاتبه ربه في آيات أخرى أيضاً.

ومن الجدير بالذكر أن النبي ﷺ بعد ذلك كان يكرم عبد الله بن أم مكتوم، إذا رآه، ويقول له: "مرحبا بمن عاتبني فيه ربي"، ويبسط له رداءه. وهذا يدل على أن النبي ﷺ كان يتقبل عتاب ربه ويستفيد منه.

وبالتالي، فإن سبب نزول سورة عبس هو عتاب الله لنبيه محمد ﷺ بسبب إعراضه عن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم، مما يدل على أن النبي ﷺ بشر يجوز في حقه كل الصفات البشرية التي لا تقتضي نقصاً.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات