تفاصيل بيعة العقبة الثانية: زمنها وأحداثها المؤثرة

في العام الثالث عشر من بداية الدعوة النبوية, تحديداً خلال موسم الحج لسنة 622 ميلادية, حدثت واحدة من أهم الأحداث التاريخية في الإسلام وهي "بيعة العقبة

في العام الثالث عشر من بداية الدعوة النبوية, تحديداً خلال موسم الحج لسنة 622 ميلادية, حدثت واحدة من أهم الأحداث التاريخية في الإسلام وهي "بيعة العقبة الثانية". هذه البيعة أتت بعد فترة ليست بالطويلة من "بيعة العقبة الأولى", والتي تعرف أيضا بـ"بيعة النساء". بسبب تشجيع العديد من سكان المدينة المنورة للإسلام، قرر مجموعة من المسلمين من هذه المنطقة القيام برحلة طويلة لمقابلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حجهم في مكة.

وصل هؤلاء الرجال الثلاثون بالإضافة إلى امرأتين -نسيبة بنت كعب و أسماء بنت عمرو- سرا ليلاً إلى منطقة يُطلق عليها اسم العقبة حيث التقوا بالنبي محمد وحاشيته الصغيرة آنذاك. في تلك الليلة، أعلن النبي لهم قائلاً: "إني أبشركم بمبايعتكم عليّ كما بايع رجال آخرون قبلكم". فأصبحت أول تلك البيعات هي لعبد الرحمن بن عوف، وقد تبعه الآخرون الواحد تلو الآخر.

هذه البيعة تضمنت عدة شروط هامة للغاية. أولها التأكيد على الالتزام المطلق بالتوجيهات والنصائح الدينية سواء جاء ذلك وقت الجد أو الراحة. الثاني كان التأكيد على تقديم الدعم المالي عند الضيق وكفاءة الإنفاق عندما تكون الظروف جيدة. بينما الشرط الثالث دعا لنشر الخير ومنع الشر بكل الوسائل المتاحة. الرابع أكد على التصريح بالحقيقة مهما كلف الأمر وأن الدفاع عن الإيمان سيكون دائماً قبل كل اعتبار. أخيرا وليس آخراً، فقد طلب منهم حب الرسول أكثر ممن يحبون أقاربهم المقربين مثل الزوجة والأطفال.

ومن الآثار الفورية لهذه البيعة جاءت الهجرة الأولى للنبي والمؤمنين معه نحو المدينة المنورة مما مهد الطريق لبداية دولة إسلامية جديدة.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments