الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهدانا للطريق المستقيم. في هذا المقال، سنناقش حكم النوم على جنابة، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
النوم على جنابة لا حرج فيه، فقد روى مسلم عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة رضي الله عنها... قلت: كيف كان يصنع في الجنابة، أكان يغتسل قبل أن ينام أم ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام، قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة. (مسلم، كتاب الطهارة، باب حكم النوم على الجنابة)
ومع ذلك، فإن النوم على الطهارة الكاملة أفضل وأكمل، كما جاء في صحيح ابن حبان عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: من بات طاهراً بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً. (صحيح ابن حبان، كتاب الطهارة، باب فضل النوم طاهراً)
ومن المهم أن نلاحظ أن النوم على الجنابة لا يجعل الإنسان نجساً، كما أوضحنا في الفتوى رقم: ٤٣٢١٠. ومع ذلك، يكره للجنب أن ينام قبل أن يتوضأ. أما نومه قبل أن يغتسل فحكمه الجواز ولو ترتب عليه ضرر كلما حصل؛ لما شرعه النبي ﷺ لأمته.
ومن المهم أيضاً أن نذكر أن المحافظة على الأذكار الواردة عند النوم سواء نام على الجنابة أم لا، تجنبه الكوابيس وتطرد الشياطين والأحلام المزعجة وغير ذلك بإذن الله تعالى.
بالنسبة للاغتسال من الجنابة، فإن الجنب إذا أراد أن يغتسل وفي نفس الوقت يريد أن يحافظ على وضوئه بحيث لا يحتاج إلى الوضوء بعد الغسل فعليه أن ينوي الغسل من الجنابة ثم يسمي ثم يغسل يديه ثلاثا ثم يغسل ما أصابه من النجس ثم يغسل فرجه ودبره ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، وليتجنب مس ذكره أو دبره بعد غسلهما لئلا ينتقض وضوؤه. وهنا مسألة نبه عليها بعض فقهاء الشافعية وهو أنه في هذه الحالة لا بد من استحضار نية رفع الحدث الأصغر عن اليدين عند الوضوء بعد غسل الوجه حفاظاً على الوضوء.
ثم بعد الوضوء يحثي على رأسه ثلاث حثيات يروي بها أصول شعره، ثم يفيض الماء على بقية جسده يبدأ بشقه الأيمن ثم الأيسر، ويدلك بدنه مع الاعتناء بإيصال الماء إلى جميع بدنه.
وفي الختام، يجب أن نذكر أن حكم النوم على جنابة هو الجواز، ولكن النوم على الطهارة الكاملة أفضل وأكمل. ومن المهم أن نلاحظ أن النوم على الجنابة لا يجعل الإنسان نجساً، وأن المحافظة على الأذكار الواردة عند النوم تجنبه الكوابيس وتطرد الشياطين والأحلام المزعجة وغير ذلك بإذن الله تعالى.