كم حجة حجها الرسول ﷺ: تفصيل تاريخي ودلالات مهمة

حج الرسول ﷺ مرة واحدة فقط في حياته، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة، والتي عُرفت بحجة الوداع. وقد فرض الله الحج في السنة التاسعة من الهجرة، ولكن النبي

حج الرسول ﷺ مرة واحدة فقط في حياته، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة، والتي عُرفت بحجة الوداع. وقد فرض الله الحج في السنة التاسعة من الهجرة، ولكن النبي ﷺ لم يحج في تلك السنة بسبب كثرة الوفود التي كانت تزوره، بالإضافة إلى احتمال مشاركة المشركين في الحج. وفي السنة العاشرة، أذن النبي ﷺ للناس بأنّه حاج، وخرج من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة، وقدم مكة يوم الأحد رابع ذي الحجة.

كان خروج النبي ﷺ من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة في يوم السبت، وقدم مكة يوم الأحد رابع ذي الحجة، فيكون ﷺ مكث في الطريق ثمان ليال. جاء في رواية (فقد قدم المدينة بشر كثير كلّهم يلتمس أن يأتم برسول الله ﷺ ويعمل مثل عمله فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة). وفي هذا دليل على حرص الصحابة على العلم بأفعال النبي ﷺ لاتباعه والتأسي به ﷺ، ويستفاد من ذلك الحث على صحبة أهل العلم والفضل في الأسفار ولا سيما في الحج، لما في ذلك من الخير الكثير من الاستفادة من علمهم وأخلاقهم، إضافة إلى حفظ الوقت وصرفه فيما ينفع ويفيد.

يذكر بعض أهل السير أن الذين قدموا مع النبي ﷺ في حجته نحو من مائة وعشرين ألفاً. أما بالنسبة لركوب أو مشي الحاج، فقد اختلف العلماء في الأفضل منهما. فذهب مالك والشافعي إلى أن الركوب أفضل اقتداءً بالنبي ﷺ، ولكثرة التفقة، ولتعظيم شعائر الحج بأبهاة الركوب. وذهب غيرهم إلى أن المشي أفضل لما فيه من المشقة على النفس. ولا خلاف في أن الركوب في الوقوف بعرفة أفضل.

وفيما يتعلق بالرسائل التي تدعي أنها تقضي بالحوائج وتطلب نشرها، فإن القول بأن قراءة أو إرسال شيء ما تقضي به الحوائج، وأن من لم يرسله يلحقه ضرر يعتبر من الخطأ البين. وقد تكلمنا على مثل هذه المرائي وعلى الذكر الذي قاله أحد السلف في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ، ، . والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات