هذا الموضوع يثير الكثير من النقاش والتساؤلات بين الثقافات الدينية والفلسفية المختلفة حول العالم. في الإسلام تحديداً، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يأتيا بموقف واضح ومحدد بشأن القدرة الخارقة للموتى على الاستماع لما يحدث في الدنيا. ومع ذلك، هناك العديد من الآيات والأحاديث التي تشير إلى حياة أخرى قد تكون فيها الروح قادرة على الإلمام بما يجري.
على سبيل المثال، يقول الله تعالى في كتابه العزيز "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه وإنَّا أقرب إليه من حبل الوريد"، مما يشير إلى قدرة الله الواسعة على معرفة تفاصيل حياتنا حتى النفس الأدنى منها. هذا يمكن اعتباره دلالة ضمنية على إمكانية اطلاع الموتى على بعض الأمور عند عودتهم للحياة الثانية.
من ناحية أخرى، نجد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم المتعلق بالروح عندما قال: «إنها إذا خرجت فصلَّب الجسد». هنا يقصد الرسول بأن روح الانسان تتخذ شكل آخر مختلف تمام الاختلاف عن تلك التي كانت لها أثناء وجودها داخل الجسم البشري الحيّ قبل الرحيل عنه بسبب الوفاة الجسدية المؤقتة فقط كما هو ظاهر من معنى الحديث السابق ذكره والذي يعني عدم انقطاع العلاقة بين الروح وجسد صاحبها خلال غيبة الأخير عنها لفترة مؤقتة نسبيًا مقارنة بطول مدتها الزمني المطلق لحالة الغياب هذه والتي تعتبر منذ خروجها وحتى وقت رجوعها مرة أخيرة قبل يوم القيامة العالمي الأخير التاريخي الكبير جداً بالنسبة لنا جميعاً بغض النظر عمّا قد يبدو طويلاً أم قصيراً! وبالتالي فإن احتمالية بقاء ارتباط روحي غير مادي بين متوفين حاليين وأسراهم وعائلاتهم وغيرهم ممن لهم علاقة بهم ظاهرة جدًا رغم افتقاره لوجود ماديات حسية لكن يبقى ظاهرا عبر أشكال مختلفة كالحنين مثلا أو الأحلام الربانية الحقيقية ذات المعاني الرقيقة المعبرة والمبشرة بدوام محبة وشوق دائم للإنسان نحو أحبائه الكرام بالأرض المقدسة التي ستكون مسرح فعاليات قيامته الأخيرة بحسب العقيدة الإسلامية الراسخة المستندة أساسياً لهذه الوظيفة المرجعية الالهيه العاملة باستمرار بسخاء وكرم دون ملل ولا كلل.. نهاية الأمر...
في النهاية، تبقى المسألة مفتوحة للتفسيرات الشخصية والمعتقدات التقليدية لكل فرد ولكنه يبقى أمر لغز محير لدى الجميع ويستحق التأمل والاستنتاج منه بناءً علي الظواهر الطبيعية والعقل المنفتح للتفسير العلمي والروحي سوياً للعيش براحة البال وسلام الضمير تجاه الواقع المحسوس والحقيقي أكثر من مجرد الاعتقاد العمياء بدون دليل واضح !