الحمد لله الذي شرع لنا دينًا سليمًا، وجعل لنا في كل أمرٍ حكمةً. في هذا المقال، سنناقش موضوعًا مهمًا يتعلق بأوقات الصلاة، خاصةً صلاة الظهر، وسنستند إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
صلاة الظهر هي أول صلاة ظهرت في الإسلام، كما ورد في الحديث الشريف: "أول صلاة فرضت على المسلمين صلاة الظهر" (رواه أبو داود). وقد سميت بهذا الاسم لأنها تظهر في وسط النهار، كما جاء في الحديث: "صلاة الظهر: ظهرت في وسط النهار" (رواه ابن حبان).
أوقات صلاة الظهر:
يبدأ وقت صلاة الظهر بزوال الشمس، أي ميلها عن وسط السماء، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿أقم الصلاة لدلوك الشمس﴾ (الإسراء: 78). ويستمر وقتها حتى دخول وقت العصر، وهو عندما يصير ظل كل شيء مثله إضافة إلى ظل الزوال.
تقسيم أوقات الظهر من حيث المثوبة:
1- وقت فضيلة: وهو أول الوقت بحيث يسع الاشتغال بأسباب الصلاة وما يطلب فيها ولأجلها من وضوء أو غسل أو ستر عورة وتجمل، وإزالة نجاسة، ويسع الصلاة فرضها ونفلها، مؤكداً أو غير مؤكد.
2- وقت اختيار: وهو يبدأ مع وقت الفضيلة إلى أن يبقى من الوقت ما يسع الصلاة.
3- وقت جواز بلا كراهة: يبدأ أيضاً مع وقت الفضيلة إلى أن يبقى من الوقت ما يسع الصلاة.
4- وقت حرمة: وهو الوقت الذي يحرم تأخير الصلاة إليه، وهو آخر الوقت بحيث يبقى منه ما لا يسع الصلاة، فتأخيرها إلى هذا الوقت حرام، إلا أنها واجبة الأداء فيوقتها، ويحرم ترك أدائها فيه.
5- وقت ضرورة: وهو آخر الوقت إذا زالت الموانع، والباقي من الوقت قدر التكبيرة فأكثر.
6- وقت عذر: وهو وقت العصر لمن يجمع الظهر جمع تأخير.
7- وقد زاد بعضهم وقت إدراك، وهو الوقت الذي طرأت الموانع بعده، بحيث مضى من الوقت مدة أقلها ما يسع الصلاة فقط للسليم، أو ما يسع الصلاة وطهرها إن كان دائم الحدث، ولم يصل، أي تحققت بذمته وعليه قضاؤها بعد زوال المانع.
حكم تأخير الصلاة إلى آخر وقتها:
من خلال النصوص الشرعية، يتبين أن لصلاة الظهر وقت دخول ـ وهو زوال الشمس عن كبد السماء ـ ووقت خروج وهو بدخول وقت العصر ويكون ذلك إذا صار ظل كل شيء مثله غير ظل الزوال. فإذا دخل وقت العصر خرج وقت الظهر. أما تأخير الصلاة إلى آخر وقتها فجائز بدليل صلاة جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم الظهر في آخر الوقت، فلو كان وقت صلاة العصر يدخل في الساعة الثالثة مثلا جاز لك أن تصلي قبل الثالثة بوقت يتسع لصلاة الظهر؛ إلا أن الصلاة في أول الوقت أفضل، لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود ـ