الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن دعاء أنس بن مالك رضي الله عنه الذي إذا دعا به المسلم استجيب له هو ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم لا إله إلا أنت المنّان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتعلمون بما دعا الله؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
هذا الدعاء، كما ذكرنا، ليس منسوبًا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه، بل هو الراوي له عن النبي صلى الله عليه وسلم. أما الرجل الذي دعا بهذا الدعاء فهو الصحابي زيد بن الصامت أبو عياش الزرقي، كما ذكر الإمام أحمد في المسند والخطيب البغدادي في كتابه "الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة".
ومن المهم التنبيه إلى أن هناك حديثًا منتشرًا يروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قاله أثناء لقائه للحجاج، وهو حديث طويل لا يصح، ويعرف بدعاء الاحتراس. وقد رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" وإسناده ضعيف جدا؛ لأنه من رواية أبان وهو متروك الحديث كما قال الحافظ في "التقريب".
وفيما يتعلق بدعاء الزواج، فلا يوجد دليل صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أو مالك بن أنس إمام دار الهجرة يخص تيسير أمر الزواج. ومع ذلك، يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في الزواج أو غيره مما فيه نفعه من أمر الدنيا أو الآخرة.
وفي الختام، يجب التنبيه إلى أهمية شروط إجابة الدعاء وموانعه، والتي يمكن الرجوع إليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ، ، . والله أعلم.