البراق: رمز الإسراء والمعراج والنبوة المحمدية

في سياق الحديث عن "ما هو البراق"، فإننا نتعمق في أحد أهم وأبرز المواضيع المرتبطة بالإسلام والتاريخ النبوي الشريف. البراق ليس مجرد اسم لدابة سماوية ذكر

في سياق الحديث عن "ما هو البراق"، فإننا نتعمق في أحد أهم وأبرز المواضيع المرتبطة بالإسلام والتاريخ النبوي الشريف. البراق ليس مجرد اسم لدابة سماوية ذكرها القرآن العزيز، ولكنه أيضًا رمز للقوة الروحية والإيمانية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفقًا للتقاليد الإسلامية والعلمانية، يمكن اعتبار البراق نوعًا خاصًا من الحيوانات يتميز بسرعة البرق وبياض ناصع يجعله يلمع مثل الضوء. هذا الوصف يأتي من أحاديث المسلمين التي تصور البراق بأنه "دابة بيضاء طويلة، أعلى من الحمير وأقل ارتفاعًا من الجمال". قام الإسلام بتقديم صورة مثالية لهذه الدابة، فهي ليست فقط ثرية بشكل جمالي بل توضح أيضاً قدرة غير طبيعية على التحرك بسرعات تفوق خيال البشر.

هذه السرعة الفائقة للأحداث ظهرت خلال حادثتين رئيسيتين مرتبطتين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهما الحدثتان التاريخيتان الشهيرتان: إسراء ومعراج. أما الإسراء فهو لفظ عربي يعني التنقل ليلاً، وعادة ما يشير إلى السفر الليلي الذي اختبره النبي أثناء رحلته من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، مستخدمًا البراق كوسيلة تنقل. بينما المعرج مصطلح يعكس الصعود نحو الأعلى، والذي حدث حين وصل النبي بعد ذلك إلى طبقات السموات المختلفة باستخدام نفس الوسيلة الخارقة للطبيعة: البراق.

وتعتبر قصة الإسراء والمعراج جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية، حيث تؤكد إيمان المؤمن بهذه الحقائق الغيبية وفق الآية القرانية "(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)". إن عدم الاعتراف بهذا الجانب الغيبي يعد موقف جدلي ومثير للإشكالات بالنسبة للمؤمن الإسلامي التقليدي.

وبالتالي، فإن البراق أكثر بكثير من كونها مجردmeans of transportation; إنها تجسد قوة الإيمان والثبات وسط محن الحياة اليومية والتحديات الثقافية والدينية، كما أنها تشهد على القدرة غير البشرية التي منحها الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما عزز دوره كرسول أمين ومختار لدى الشعب العربي القديم. وقد استمرت ذكرى وحقيقة وجود البراق حتى يومنا الحالي كمصدر إلهام وتذكير بالقدر الإلهي في حياة الناس جميعها.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات