عانى قوم النبي شعيب عدة أنواع من العذاب نتيجة للظلم والكفر الذين مارسوه. أول هذه العقوبات كان الخوف الذي شعر به القوم بسبب تهديداتهم لناخبي شعيب ومن معه بالإخراج من المنطقة أو التحول مرة أخرى إلى عبادة الأصنام. وعقوبتهم الثانية كانت رجفة شديدة أدت إلى سقوط بيوتهم فوق رؤوسهم كما ورد في الآيات القرآنية: "فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دورهم جاثمين".
أما العقوبة الثالثة والأشد وقعا فهي "يوم الظلّة" وهي فترة طويلة من الجفاف والحرارة الشديدة دامت لمدة أسبوع قبل نزول سحابة قدمت بعض الراحة والبرودة تحت ظلها. ولكن سرعان ما حول الله هذا الضوء إلى نار ملتهبة وغضب شديدا. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: "فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم."
استحق شعب النبي شعيب لهذه المعاناة بسبب مجموعة كبيرة ومتنوعة من الغش والظلم الاجتماعي. لقد بخسوا الناس حقوقهم في الوزن والكيل، وكان لديهم ميل للفساد وعدم العدالة فيما يتعلق بممتلكات الآخرين وممارستهم غير الأخلاقية. بالإضافة لذلك قاموا بتشويه صورة الإسلام عبر نشر الشائعات والتشويهات ضد الرسول والمؤمنين.
بشأن هويتهم الدينية، هناك جدال مستمر بين علماء المسلمين حول ما إذا كانوا هم نفس الأشخاص الذين ذكروا باسم "أهل الأيكة". البعض يفسر ذلك بناءً على طبيعة العقاب ('الصيحة' مقابل 'اليوم الظليل') بينما يرى آخرون أنه يمكن اعتبارهم واحدا وكذا نظرًا لاتخاذ الشعب لنفس النوع من الشجرة (الأيك) كرمز للإله البديل.
النبي شعيب نفسه كان عربياً ولد لعائلة ذات جذور عراقية وفق الرواة التاريخيين وهو ابن إبنة النبي إبراهيم ولوط عليهما السلام. دعا قومه للتوبة والصلاح والتوقف عن فسادهم والإقرار بوحدانية الله وخالق الكون. رسالة النبي شعيب ليست فقط الدعوة للتوحيد بل أيضا لتحسين العلاقات الاجتماعية والسلوكية اليومية مما يعكس عمق الدين الإسلامي في طبيعته العملية والمعنوية الواحدة المتكاملة.