العقيدة، كمصطلح حديث قد يثير بعض الالتباس بسبب تنوع معانيه عبر مختلف المجالات الأكاديمية والفلسفية والدينية. ولكن عند النظر إليه من منظور فقهي إسلامي، يأخذ معنى محدد ومفصل.
في اللغة العربية، "العَقِيدَة" مشتقة من الجذر الثلاثي "ع ق د". يعود معناها العام إلى الاعتقاد الراسخ والمؤمن به بشدة. هذا المصطلح يستخدم عادة للإشارة إلى الأفكار والمعتقدات التي تصبح جزءاً أساسياً من الخلفية المعرفية للمرء وتوجه سلوكه.
أما من الناحية الأصولية الدينية الإسلامية، فإن مصطلح "العقيدة" يأخذ معنى أكثر تحديدا وأكثر تفصيلاً. يشير بشكل أساسي إلى مجموعة من المؤمنات والأفعال التي تعتبر ضرورية لإقامة العلاقة الصحيحة مع الله حسب الإسلام. تتضمن هذه العقائد ما يُعتقد بالإله الواحد، النبي محمد صلى الله عليه وسلم كآخر رسل الله، القرآن الكريم كنص مقدس ومصدر للحكم والقانون الإلهي، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى ذات الطابع الروحي والجوانب الأخلاقية.
هذه العقائد ليست مجرد أفكار نظرية؛ فهي توفر هيكل سلوكي ودليل حياة للأتباع المسلمين. إنها توضح القيم والتوجهات الرئيسية التي يجب اتباعها لتحقيق الحياة الحقوقية والسعادة النهائية كما يبشر بها الدين الإسلامي.
وبالتالي، يمكن اعتبار العقيدة في السياق الإسلامي كتعبير عام وشامل لكل تلك المعارف والتصرفات التي تشكل النظام العقائدي للدين. وهي مهمة لأنها توفر الأرضية الثابتة والثابتة للفرد المسلم لتحديد مكانته ونظامه الداخلي للعلاقات الشخصية والعالمية والدينية.