يُعتبر العصر الجاهلي فترة تاريخية حاسمة في تطور الثقافة والتقاليد العربية قبل ظهور الإسلام بشكل رسمي. يمتد هذا العصر تقليدياً بين عامَيّ 570 م و622 م، وهو الوقت الذي شهدت فيه شبه الجزيرة العربية مجموعة متنوعة ومتشعبة من القبائل والشعوب التي ساهمت جميعها في تشكيل الهوية الثقافية والفنية للحضارة العربية ما قبل الإسلامية.
يمتاز هذا العصر بتطور الشعر العربي إلى مستوى عالٍ للغاية، والذي كان يعكس الحياة اليومية للبدو الرحل وحياة المدن الآهلة بالسكان. الشاعر الجاهلي مثل طرفة بن العبد وعامر بن الطفيل وغيرهما كانوا ينظرون للشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم ومواقفهم السياسية والاجتماعية. كانت القصائد تتناول المواضيع المتعلقة بالحرب، الصداقة، الحب، والموت - كل هذه الموضوعات تعكس روح ذلك الزمن.
بالإضافة إلى الأدب الغني، تعددت الفنون الأخرى خلال العصر الجاهلي. كان النحت والحرف اليدوي والنسيج أموراً معروفة وجيدة الصنع. كما كان هناك تقدير كبير للعادات التقليدية والأخلاق الأخلاقية، مما أدى لإنتاج نظام قانوني معقد غرس احترام القوانين والعادات القديمة.
بالنظر إلى الدين، فقد كانت الوثنية هي الديانة الرئيسية ولكن لم يكن هناك دين موحد أو معتقد ثابت. بدلاً من ذلك، اعتمد الناس على مختلف الأديان المحلية بما فيها عبادة الأوثان والكائنات الطبيعية. ومع ذلك، فإن وجود شعراء وشعراء نسوة مؤثرات يشهد على قدرتهم الفكرية وقدرتها على التأثير حتى خارج نطاق دورهن الاجتماعي التقليدي.
وفي المجال السياسي، ظهرت العديد من الإمارات الصغيرة والتي تنافست فيما بينها حول الثروة والجدارة بالقيادة. وكانت القبيلة ذات أهمية كبيرة إذ خدمت كمصدر للقوة الاجتماعية والدفاع المشترك ضد الخصوم الخارجيين. وفي نهاية المطاف، جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليغير مجرى التاريخ ويضع أسس العقيدة الإسلامية الجديدة والتي ستحل محل النظام القديم لصالح مجتمع أكثر تنظيماً وتوحيداً.