تتميز قصة نبي الله يونس -عليه السلام- بتنوع مواقفها وآثارها العميقة في التاريخ الإسلامي والفكر الإنساني بشكل عام. يروي القرآن الكريم هذه القصة الرائعة في سورة يونس الآيات [29-48] لتقدم درساً قيماً حول قوة الإيمان واحتساب الأجر عند الله عز وجل حتى في أصعب الظروف.
كان النبي يونس أحد أنبياء بني إسرائيل الذين اختارهم الله لبشرتهم بالحق ودعوتهم إلى عبادة الواحد الديان. عندما أمره الرب بأن يدخل مدينة نينوى المنحرفة ويبلغ أهلها رسالة التحذير من غضب الله لفسادهم وعدوانهم، قرر يونس الالتزام بقراره بعدم قبول استرضائهم إذا تابوا وتركوا طريق الخطيئة. لكن ما حدث هو عكس توقعاته تماماً؛ فلمّا سمع أهل المدينة بكلام النّبي اليونس وتوبتهم إلى رب العالمين، بدّلَ الله عقوبته ونعمت عليهم برحمته الغامرة. ولكن رغم ذلك، شعر يونس بالحزن وخيبة الأمل بسبب عدم امتثاله لأمر ربه بإعطائه فرصة ثانية للتوبة عوضا عن معاقبة كل تلك النفوس التي انصاعت لداعي الحق.
أدى شعوره هذا إلى قرار مفاجئ منه برفض مهمته والتوجه نحو البحر هرباً ومغادرة مكان عمله الدعوي المؤقت لنينوى. وبعد مشاورات قصيرة بين البحّارة، تقرر إجراء القرعة لتحديد الجاني الذي أدى بهم لهذه المحنة حسب معتقداتهم الوثنية القديمة والتي كانت تربطه بحادثتي الطوفان وغرق سفينة نوح عليهما السلام. وكانت نتيجة القرعه مؤلمة للنبي يونس إذ وقعت حظه وهو المسافر المستأجر بسفينتهم المتضرِّرة مما جعله هدفاً لهم لاحتقار حاله واستغراب تصرفاته الغريبة بالنسبة إليهم كونه غير مساهم فعلياً بمصاريف الرحلة ولم يخضع لإجراءاتها التقليدية المعتمدة لديهم آنذاك والتي تتضمن تقديم تعهد مسبق بالتكاليف وسداد جزء منها قبل الانطلاق رسمياً بالرحلة بحريةً .
في محاولة أخيره قبل تنفيذ حكم الرمي overboard ، توسَّل إليهم بشرح موقفه وطالب بثلاثة أيام أخرى كي يقيم نفسه ويتذكر دعواه الأصلية تجاه عصاة عصره السابقون داخل مدينه ذات المجتمع الفاسد والمعاند والذي تركوه خلف ظهره الآن متجها للمجهول وسط المياه الشاسعة للبحر الأحمر القديم المعروف اليوم بخليج العقبة الواقع جنوب شبه الجزيرة العربية وفقاً لقراءات تاريخيه متعددة . وقد اتفق البحاره حين ذاك إيثارا للأمان ومن أجل تحقيق مصالح مشتركة وبسبب رهبتهم الشديدة للحظ سيء القدر ؛ لذلك أقروا طلب ابراهيم بن محمد باختيار طوعيته لفترة سماحه ثلاث ايام مقابل دفع المزيد مقابل تكاليف اضافيه اضافتها الشركة المالكة للسفن خلال فترة وجود الناجي الوحيد منهم onboard وقتها تحت جنح ظلال شرعية قانون التجاره القديمه المطبقه حينها ومازالت محفوظة ضمن ارشيف مكتبه خفر بحريه قدامى جدداغه محافظ علي سلامة ايديولوجيتها الاساسية عبر القرون المتلاحقه منذ القدم .
بعد انتهاء الفترة الزمنية القصيرة المسموح بها له بالاستراحة خارج السفینه الرئيسية أثناء نوم زملائه, بدأ يفكر مليًا فيما آل إليه الأمر وكيف خرج عن اطاعة امر الخالق سبحانه وتعالى؟ وهنا تبدأ نقطة التحول الحقيقيه للقصه حيث يعترف بالنقص البشري وضعفه امام قدرة التدبير الربوبية المطلق وابتعاده الشخصي المقصور فقط حول ذواته الخاصة ضيقة الافق مقارنة بفكر شامل واسع المدى يشمل كل مخلوقات كون واحد مهيمن بامرك، هنا ينتاب الشعور بالندم والخزي والحسرة قلب ابن آدم الصالح تاركا طبعا وصلا جذريا لدى روافد تفكير المصطفين من الناس جميعاثراؤا بذلك في يوم الدين، ثم يستعيد تواصلا مباشرا مباشرا مباشراً مباشرة معه جل وعلا مستجديا مغفره خطاياه وظلمه لحسن خلقه باستبدال حالة اضمحلال الى مرحيله اخرى افضل تحتوي حياة جديده كاملة الخدمات الروحية والنفسية والعاطفية والجسدية كذلك! وفي النهاية يتم إنقاذه بواسطة حوت هائل وفردوس بيئي ساحر عاش فيه سنوات عديده كاملة بلا مياه بارد ولا نار حامية بل سكنا الهواء النقي المنتظم والمأكولات الشهية كالفاكه الطبيعي كما وصف سفرjob6.6). ومع مرور الوقت يرتاح قلبه ويستشعر كم الفرسانِه عاليه الهدف والمسؤوليه عقب مرور تجارب مرّه جعلنه أكثر قربآ لمصدر البركات والسعادة النفسانيه.
وفي العمق الاخير تستلهم شخصيته دور المشعل لمن هم مثلك مثلاً! فنعتبرها بطلا يمثل رمز الثبات والصبر والثبات أمام محن الحياة المختلفة كنموذج يحتذي ويتعلم الكثير ممن يسيرعلى دربه مستقبليا سواء كانوا مسلميين أم ملتزمين دين آخر وإن كان ظلّ لها تأثير كبير جدا حتّى الأن وايضا سيستمتر اثر نجوميتنا عالمياُ لعصور قادمه قادمه قادمة قادمات !