من حلف بالله فصدقوه: شرح الحديث وأهمية إبرار القسم

في سياق الحديث النبوي الشريف، وردت عبارة "من حلف بالله فصدقوه" والتي انتشرت بين الناس على أنها حديث صحيح. ومع ذلك، فإن هذا اللفظ ليس له سند صحيح في ال

في سياق الحديث النبوي الشريف، وردت عبارة "من حلف بالله فصدقوه" والتي انتشرت بين الناس على أنها حديث صحيح. ومع ذلك، فإن هذا اللفظ ليس له سند صحيح في الأحاديث النبوية. ومع ذلك، هناك حديث صحيح يشابهه في المعنى، وهو ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِفَ له بالله فليرض، من لم يرض بالله فليس من الله".

هذا الحديث يوضح أن الحلف بغير الله -تعالى- غير جائز، وأن من حلف بالله يجب أن يكون صادقاً في يمينه. كما يشير إلى أهمية تصديق من حُلِف له بالله، حيث أن الحلف بالله هو تعظيم لله -تعالى-، وهو غالب على الناس ألا يكذبوا على الله. ومع ذلك، هناك استثناءات عندما يكون الحالف غير ثقة أو معروف بكذبه، في هذه الحالة لا يجب تصديقه.

بالإضافة إلى ذلك، ورد في الحديث الصحيح عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإبرار القسم، أي إمضاءه للحالف. وذهب جمهور الفقهاء إلى أن إبرار القسم مستحب ومندوب إليه ما لم يكن على إثم أو يترتب عليه ضرر. وقد أبر أبو بكر -رضي الله عنه- القسم مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما حلف على تعبير رؤيا معينة.

يمكن توضيح مفهوم إبرار القسم من خلال أمثلة عملية:

  1. إذا دعى شخص شخصاً آخر إلى مائدة طعام وأقسم عليه، فعليه أن يبر القسم ويلبي الدعوة ما لم يحصل بها ضرر.
  2. إذا دعى شخص شخصاً آخر إلى مناسبة معينة وأقسم عليه، فعليه أن يلبِّي الدعوة ويبر بالقسم ما لم يكن هنالك ضرر من تفويت مصلحة أو حصول منكر.
  3. إذا دعى شخص شخصاً آخر إلى دخول منزله وأقسم عليه، فعليه أن يبر بقسم أخيه ويدخل المنزل ما لم يكن هنالك إثم أو منكر أو ضرر في ذلك.
  4. إذا أقسم شخص على شخص آخر لمرافقته في الطريق أو إلى مشوار، فعليه أن يبر بقسم أخيه ما لم يفته مصلحة ملحة أو أن يكون هنالك إثم من ذلك الذهاب.

في الختام، فإن الحديث "من حلف بالله فصدقوه" ليس له سند صحيح، ولكن هناك حديث صحيح يشابهه في المعنى ويؤكد على أهمية الصدق في اليمين والحلف بالله -تعالى-. كما يشدد على أهمية إبرار القسم للحالف ما لم يكن على إثم أو يترتب عليه ضرر.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer