في القرآن الكريم، تُعتبر الأم مكانة سامية ومكانة رفيعة، حيث خصها الله سبحانه وتعالى بذكرها في عدة آيات كريمة. فالأم هي أول من يرحم ويحب دون مقابل، وهي مصدر الدفء والحنان في حياة الإنسان. يقول الله تعالى في سورة لقمان: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" (لقمان: 15). هذه الآية الكريمة تؤكد على أهمية بر الوالدين، خاصة الأم، وتحث على حسن معاملتها والإحسان إليها.
كما جاء في سورة الإسراء: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23). هذه الآية تشدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين، خاصة الأم، وتعتبر برها من أعظم القربات إلى الله.
وفي سورة هود، يذكر الله تعالى قصة نبي الله نوح عليه السلام مع ابنه الذي رفض الانضمام إلى سفينة النجاة، فقال نوح عليه السلام: "إِنَّهُ عَدُوٌّ لِي أَرَادَ أَن يُضِلَّنِي وَلَا يَكُنْ لِي مِنَ اللَّهِ عَذَابٌ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (هود: 46). هذه القصة تظهر أهمية بر الوالدين، حتى لو كانا غير مؤمنين، حيث أن برهما واجب على المسلم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد على مكانة الأم وفضل برها. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الجنة تحت أقدام الأمهات" (رواه الترمذي). هذا الحديث يبين أن بر الأم هو السبيل إلى الجنة.
وفي حديث آخر، روى أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم). هذا الحديث يشير إلى أن بر الأم من الأعمال الصالحة التي تستمر بعد موتها.
بناءً على ما سبق، يمكن القول إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية تؤكد على مكانة الأم وفضل برها، وتحث المسلم على الإحسان إليها والإكثار من الدعاء لها.