الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى طريق الهدى والرشاد. إن من أعظم نعم الله على عباده المؤمنين أن أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه، ليهديهم إلى صراط مستقيم. ومن بين هذه النعم العظيمة، نعمة الأدعية التي علمها الله رسله، والتي تعد من أسمى العبادات وأجل القربات.
في هذا المقال، سنستعرض بعض الأدعية الشاملة لخيري الدنيا والآخرة، والتي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. هذه الأدعية هي منحة إلهية، تهدف إلى تحقيق مصالح العبد في دنياه وآخرته، وتجنبه شرور الدنيا والآخرة.
أولاً، نذكر قول الله تعالى في سورة البقرة: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (البقرة: 201). هذا الدعاء الشامل يطلب من الله تعالى أن يرزق العبد الخير في الدنيا والآخرة، ويحميه من عذاب النار.
ثانياً، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر". هذا الدعاء يطلب من الله تعالى صلاح الدين والدنيا والآخرة، وزيادة الخير في الحياة، وراحة من الشر عند الموت.
ثالثاً، روى الإمام أحمد وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم". هذا الدعاء يطلب من الله تعالى الخير في الدنيا والآخرة، ويستعيذ به من الشر في الدنيا والآخرة.
رابعاً، دعاء الاستخارة، وهو دعاء مشهور ورد في السنة النبوية الشريفة. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك...". هذا الدعاء يستخدم عند اتخاذ القرارات المهمة في الحياة.
ومن الأدعية الأخرى التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، دعاء يونس عليه السلام: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" (الأنبياء: 87)، ودعاء إبراهيم عليه السلام: "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" (البقرة: 127).