- صاحب المنشور: إيهاب الصقلي

ملخص النقاش:
تناولت المشاركون في المناظرة قضية حساسة وهي الترابط بين الحرية الرقمية والحوكمة الرقمية. حيث طرح "إيهاب الصقلي"، المُطلق للموضوع، تساؤلات جوهرية حول طبيعة الحرية الرقمية وكيف أنها تطرح نفسها كمشروع وجودي. هل يمكن اعتبار الحريات الرقمية سلعة قابلة للاستغلال والرقابة؟ وكيف تؤثر السياسات التنظيمية على قدرة الأفراد على تبادل الأفكار بحرية وعمق؟ ### رؤية مشاركين رئيسيين: * **حميدة بن الشيخ:** اعتبرت أن الحرية الرقمية تتعدى كونها خاضعة لأنظمة البيع والشراء. بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببذل الجهد العقلي وبناء الأفكار. إن مراقبة محتوى الإنترنت قد تقيد التفكير النقدي والعصف الفكري. ولذلك، اقترحت إعادة النظر في مفاهيم الحرية المطابقة لمتطلبات القرن الواحد والعشرين واحترام الحقوق الإنسانية العالمية. * **غادة العياشي:** عززت وجهة نظر حميدة، مؤكدة على الخوف من أن يتم تقييد الحرية الرقمية داخل سجون افتراضية مليئة بالألياف الضوئية والبيانات الإلكترونية. وأشارت إلى أن الأساليب المبهمة باسم "تعزيز الحرية" قد تكون مجرد طرق لطمس السلطة المركزية والهيمنة عليها. وعليه، شددت أيضاً على حاجة المجتمع إلى مراجعة مصطلحات مثل "الحرية" لتناسب الحياة الرقمية الحديثة. * **حاتم الحمودي:** اتفق مع الطرح الأول بأن تبادل الأفكار بحرية يعد جزءا أساسياً من الحريات في عالم التكنولوجيا المتطور حاليا. لكنه دعا أيضا لتوازن بين تشريع الانترنت وتسهيله وتعزيزه كفضاء واسع لاستقبال مختلف المدخلات البشرية وآرائها. * **الوزاني الغزواني:** أعرب عن اتفاقه مع الآخرين حول ضرورة البحث عن توازن دقيقة أثناء تنظيم استخدام الأنترنيت. وعلى الرغم من أهميته، إلا انه حذر من احتمال تهجير قوة الابتكار والاستقلال الفكري نحو شكل جديد من أنواع المراقبة الحكومية المكثفة والتي تهدد روح الإنترنت الاحتجاجيّة. * **أفراح بن منصور:** بينما رحبت بفكرة الوصول لموازنة صحية بين الإشراف والتفريج، سلطت الضوء أيضًا على المخاطر المحتملة لهذا النظام الجديد - خاصة تلك المرتبطة برفض الأصوات المستقلة والداعمة لفكر مستقبلي حر وصحيح. بشكل عام، يركز الحوار حول خطر جعل "الحرية الرقمية" عبارة عن حالة انتهازية تستغل بواسطة منظومات التحكم المركزيّة، مما يؤدي ربما إلى خلق ملجأ هائل للقوالب الثابتة والمعايير الاجتماعية ذات المغالق الأمنية الزائدة بشيءٍ كبير. ويذكر الجميع أهمية اعادة رسم خطوط جديدة للحماية الذاتية والحفاظ على خصوصيتنا الشخصية في المجالات العامة الخاصة بالسوشيال ميديا دون المساس بعملها كوسيلة لنشر الثقافات المختلفة وتبادلها بين كل ربوع الدنيا.